يرى مسؤولون سودانيون أن تحرير بابنوسة يشكل تحولاً مفصلياً في مسار الصراع، إذ يعكس قدرة قوات تأسيس وقوات الدعم السريع على قلب موازين المعارك في غرب كردفان.
ويعتبرون أن الهجمات المتكررة لقوات بورتسودان تمثل خروقات ممنهجة للهدنة الإنسانية ومحاولة لإعاقة جهود السلام ومسار المساعدات إلى المدنيين.
وقال تحالف تأسيس في بيان: "في خرقٍ جديد وواضح لاتفاق الهدنة الإنسانية التي دعت إليها دول الرباعية، نفذت قوات بورتسودان المدعومة بتشكيلات ذات ارتباطات متطرفة، فجر يوم الاثنين، هجوماً مباغتاً على مواقع قوات تأسيس في مدينة بابنوسة، رغم التزامنا الكامل بالهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار منذ لحظته الأولى."
وأضاف البيان: "يُعد هذا الهجوم، الخرق الثامن للهدنة خلال الأيام الماضية، ويعكس بوضوح عدم احترام الجيش لأي التزام إنساني أو قانوني، واستخدامه المتكرر للعمليات العدائية في توقيتات تستهدف تعطيل جهود السلام ومنع وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين."
وأكدت تأسيس في بيانها أنه: "رغم هذا التصعيد، وكثرة الاعتداءات على بابنوسة جاءت ردة الفعل عليهم انتصاراً ساحقاً حيث تمكنت قوات تأسيس من صدّ الهجوم بالكامل وإفشاله، قبل تنفيذ عملية عسكرية دقيقة أدت إلى تحرير الفرقة 22 ومدينة بابنوسة بالكامل، وتحييد التهديدات العسكرية التي استهدفت المدنيين في عدد من المناطق".
وجاء في البيان أيضاً أن "تحرير بابنوسة يمثل محطة مفصلية في مواجهة المجموعات المتطرفة التي تسللت إلى بنية الجيش السوداني، ويبرهن على قدرة قوات تأسيس على حماية المدنيين ومنع انزلاق البلاد نحو مزيد من الفوضى والانقسام."
وأكدت قوات تأسيس تمسكها الكامل بالهدنة الإنسانية، وحرصها على حماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات لهم، مع التشديد على أن الدفاع المشروع عن النفس حق مكفول بموجب القانون الدولي، خاصة في ظل الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها قوات بورتسودان وميليشياتها على الهدنة.
ومن جانبه، قال مستشار قائد قوات الدعم السريع، يعقوب عبد الكريم نورين إن قوات الدعم السريع وقوات تأسيس تمكنت من تحرير الفرقة 22 وبابنوسة، وهي آخر معاقل قوات بورتسودان في غرب كردفان، ولم يتبقّ سوى مدينة الأبيّض التي سيتم تحريرها أيضاً.
وأضاف نورين في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن هذا التحرير يؤكد أن قوات بورتسودان أصبحت غير مرغوب فيها داخل السودان، حيث تضافرت جهود الشعب كله مع حكومة وقوات تأسيس من أجل تطهير البلاد من هؤلاء الإرهابيين الذين أذاقوا الشعب السوداني "الأمرّين" خلال ثلاثين عاماً.
وأشار إلى أن البرهان أكمل خطة أسلافه في هذه الحرب، ومع اقتراب نهايتها بالانتصار الساحق، فإن شعب السودان على أمل بالتحول الديمقراطي واختيار من يمثله في كل المستويات السياسية، مؤكداً أن هذا الانتصار يضاف إلى سلسلة انتصارات الدعم السريع وتأسيس.
وأكد أن السودان سيتحرر من الحركة الإسلامية ومجموعاتها داخل قوات بورتسودان قريباً، مشيراً إلى جاهزية القوات في صد أي اعتداء وإفشاله واستكمال التحرير.
وقال رئيس مجلس وزراء حكومة تأسيس محمد حسن التعايشي في بيان: "إن تحرير بابنوسة يفتح أمامنا آفاقاً أوسع لوضع استراتيجيات عسكرية أكثر مرونة وفاعلية، ويعزز المكاسب على الأرض التي تمهّد لسلام حقيقي وإنهاء شامل للحرب. ويذكّرنا هذا الانتصار بمسؤوليتنا الوطنية المشتركة في العمل الجاد لتعزيز فرص السلام ووقف النزاع، وهي مسؤولية نأمل أن يدركها شركاؤنا الإقليميون والدوليون، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ودول الرباعية."
وأضاف: "لقد أشعل الإسلاميون هذه الحرب لأجندات محلية وإقليمية، وما زالوا يصرّون على استمرارها برفض جميع المبادرات الجادة بما في ذلك مبادرة دول الرباعية التي التزمنا بها وأعلنا هدنة من جانب واحد على نحو ما جاء في خطاب السيد رئيس المجلس الرئاسي محمد حمدان دقلو. وقد أثبتت التجارب أنهم جماعات عنف وحرب، وأن التعامل الحازم معهم ضرورة لبناء سلام عادل ودائم يستحقه شعب السودان."
بدوره، عبّر تحالف القوى المدنية المتحدة "قمم" في بيان عن أن "هذا الإنجاز التاريخي بتحرير الفرقة 22 في بابنوسة عكس روح المقاومة والصمود وجسد الإرادة الصلبة في مواجهة الظلم والتطرف."
وقال الناطق باسم القوى المدنية المتحدة "قمم"، عثمان عبدالرحمن سليمان إن هذا الإنجاز لم يكن ليتم لولا تضحيات قوات الدعم السريع الجسيمة وعزيمتها الفولاذية في مواجهة قوى الظلام"، مضيفاً: "إننا نشيد بشجاعتكم والتي أثبتم من خلالها أنكم حماة الوطن."
وأضاف في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن هذه الانتصارات ستفتح آفاقاً جديدة لتحقيق الأمل والتغيير المنشود في السودان، مؤكداً أهمية الوحدة والتضامن والوقوف إلى جانب قوات الدعم السريع في جهودها الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
واختتم حديثه بالقول: إن تضحيات أبناء السودان، التي أثبتت شجاعتهم وصمودهم، تستحق أن يُعترف بها من قبل الأسرة الدولية، مناشداً أن تكون جزءاً من هذا التغيير، وأن تدعم جهود ومطالب الشعوب السودانية في استعادة حقوقها.