logo
العالم العربي

"مضطرون لوقف النار".. ما سر المخاوف الإسرائيلية من "البطة العرجاء"؟

"مضطرون لوقف النار".. ما سر المخاوف الإسرائيلية من "البطة العرجاء"؟
بايدن ونتنياهوالمصدر: رويترز
26 نوفمبر 2024، 8:23 ص

استبعد خبراء في العلاقات الدولية وجود أي نية لدى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لاتخاذ إجراءات أو قرارات أحادية الجانب بشأن التسوية في الشرق الأوسط والتي يتصدرها المشهد اللبناني، دون الرجوع إلى إسرائيل.

 


 
وأكد الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن المخاوف التي تسوقها حكومة بنيامين نتنياهو حول ذلك عبارة عن "مراوغة" جديدة لإطالة أمد الحرب ولو لوقت قليل، للضغط أكثر والحصول على مكاسب أكبر، مشددين على أنه لا يوجد أي إدارة أمريكية سابقة أو قادمة تستطيع اتخاذ قرار يتعلق بإسرائيل دون الرجوع إلى تل أبيب، في ظل التزام واشنطن بأمن إسرائيل وتوفير كافة سبل حمايتها.

واشنطن أعطت لإسرائيل كل ما تريد
 
وأوضحوا أن العمل على إجراءات للتسوية في قطاع غزة بات منعدما من إدارة بايدن التي أعطت إسرائيل كل ما تريده في السر والعلن، ليس فقط في قطاع غزة بل عبر المساندة في ضم الضفة الغربية، بصرف النظر عن أي أحاديث حول اتخاذ إجراءات بفرض عقوبات على منظمات استيطانية أو ما شابه من جانب واشنطن، لأن ذلك أمر ظاهري ليس أكثر ولا يمت للحقيقة بأي صلة.

أخبار ذات علاقة

آثار القصف الإسرائيلي على لبنان

بايدن وماكرون سيعلنان اتفاقا لوقف إطلاق النار بلبنان خلال 36 ساعة

 
 وتقول الباحثة السياسية الدكتورة تمارا حداد إن الحديث عن وجود نية أمريكية لاتخاذ إجراءات أحادية الجانب بشأن التسوية في لبنان بشكل مفاجئ لإسرائيل، هو أمر خارج السياق تماما، والمخاوف التي تخرج من الحكومة الإسرائيلية حول ذلك ليست أكثر من "مراوغة" يطلقها نتنياهو عبر الإعلام العبري، لإطالة الوقت حتى تستكمل تل أبيب بعض أهدافها في جنوب لبنان، ولتحسين شروط التفاوض تحت النار لصالحها. 
 
وتبين حداد في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن عملية اتفاق وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين واللبنانيين لن تحدث إلا بنقطة واحدة وهي بإعطاء ضمانة أمريكية بالسماح لتل أبيب باتخاذ إجراءات أمنية وعسكرية من أجل إزالة أي تهديد قد يحدث مستقبلا سواء على مستوى تمرير السلاح من سوريا إلى لبنان أم تموضع حزب الله عبر قوة الرضوان في جنوب لبنان والقيام بأعمال ضد إسرائيل.

 


 
وأشارت حداد إلى أن إسرائيل لن توقف إطلاق النار إلا بالتزام من الجانب الأمريكي، بعدم وجود أي تهديدات أمنية مستقبلية، بمعنى أن يكون الجيش اللبناني على قدر المستوى والفاعلية في إيقاف أي هجمات مستقبلية ضد إسرائيل وأن يكون في نطاق جنوب لبنان بالإضافة إلى الرقابة الأمريكية، ومهام أكثر توسعا لقوات "اليونيفيل".
 
وتابعت أن كل هذه الضمانات الأمريكية لا يتناسب معها أبدا الادعاء بالمخاوف من إجراءات أحادية الجانب بخصوص التسوية من جانب واشنطن، لافتة إلى أن هذا الادعاء جانب جديد من مراوغات نتنياهو للحصول على مكاسب أخرى عند اتمام الاتفاق.
 
ويؤكد الباحث في العلاقات الدولية أحمد سعيد أن العمل على إجراءات للتسوية في قطاع غزة بات منعدما من إدارة بايدن.

ضغوط لكسب الوقت
 
ويوضح سعيد في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن ما يتردد حول مخاوف نتنياهو من إجراءات أمريكية أحادية الجانب لإتمام تسوية في لبنان أمر مثير للسخرية، وهو بمثابة ممارسة ضغوط لكسب الوقت وعرقلة بعض المساعي في اتخاذ إجراءات صياغة نهائية لورقة المبعوث الأمريكي آموس هوكستين، التي تناسب تل أبيب إلى حد كبير من جهة ومن جهة أخرى أن يكون هناك جولة تفاوض محدودة تتيح لنتنياهو رفع سقف الشروط، وليحقق منها مكاسب أكبر.

أخبار ذات علاقة

قصف إسرائيلي على لبنان

ما الذي يؤخر التنفيذ؟ تفاصيل جديدة حول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

 
 وأردف سعيد أنه لا يوجد ما يسمى قرارات أحادية الجانب من واشنطن دون الرجوع إلى إسرائيل، لأكثر من سبب، من بين ذلك أنه لا تستطيع أي إدارة أمريكية القيام بإجراء يخص إسرائيل دون الرجوع إلى تل أبيب لأن أمريكا ليست معنية فقط بأمن إسرائيل، ولكن برضائها مهما كان تطرف الحكومة الإسرائيلية، وفق تعبيره.
 
وتابع أن أي قرارات أحادية لا تحمل أي متسع من الوقت لإدارة بايدن التي تلملم أوراقها والتي لا تريد في الوقت نفسه مغادرة البيت الأبيض وهي محملة بأي مخالفة تتعلق بإسرائيل أمام اللوبي الصهيوني، بحسب قوله.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC