هل يلجأ الأردن للاتحاد الأوروبي لتعويض وقف المساعدات الأمريكية؟

بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف المساعدات التي تقدمها بلاده للعديد من دول العالم لمدة 90 يومًا، تبدو الحكومة الأردنية في طريقها لتوقيع اتفاقيات شراكة كبيرة مع الاتحاد الأوروبي، لتجنب تداعيات القرار الأمريكي.

وفي إشارة إلى إمكانية لجوء الأردن للاتحاد الأوروبي لتعويض العجز الذي قد ينجم عن القرار الأمريكي، قال وزير الخارجية أيمن الصفدي أمام البرلمان يوم الاثنين: "إن شراكات الأردن مع الاتحاد الأوروبي قوية وراسخة، وبعد أيام سنوقع اتفاقية لتعزيز العلاقات".

لكن الوزير الأردني استدرك حديثه، قائلاً إن "علاقات الأردن مع الولايات المتحدة استراتيجية، ونعمل على تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة".

ووفق مصدر حكومي أردني، من المقرر توقيع اتفاقية كبيرة بين الأردن والاتحاد الأوروبي الأربعاء، تتضمن حزم دعم واسعة تشمل القطاعات العسكرية والاقتصادية.

وأضاف المصدر لـ"إرم نيوز" أن الاتفاقيات ستتضمن تقديم دعم اقتصادي لتعزيز حركة الاستثمار المتبادل في قطاعات التعدين والطاقة، بالإضافة إلى مشاريع أخرى في قطاعات الصحة والمياه.

وارتفعت صادرات الأردن إلى دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 0.8% خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام الماضي، لتصل إلى 386 مليون دينار أردني (544 مليون دولار).

من جانبه، قال رئيس لجنة الاستثمار والاقتصاد في البرلمان الأردني، خالد أبو حسان: "إن الأردن يمثل بوابة استراتيجية مهمة لدول أوروبا نحو أسواق المنطقة، خاصة أننا أمام مرحلة إعادة إعمار في سوريا، وقطاع غزة".

وأكد أبو حسان لـ"إرم نيوز"، أهمية تنويع الأردن لشراكاته مع مختلف القوى الاقتصادية الدولية، قائلاً إن لدى الأردن ميزات استثمارية مهمة تستند إلى استقرار تشريعي، وبيئة أمنية مستقرة.

وأضاف: "لدينا آفاق تعاون مهمة مع الاتحاد الأوروبي في قطاعات كالتعدين والطاقة والتكنولوجيا، وعلينا العمل سريعًا للتغلب على التحديات التي تواجه زيادة حجم التبادل الاقتصادي، وعلى رأسها كلف النقل العالية".

صعوبة التخلي عن الدعم الأمريكي

الكاتب والمحلل الاقتصادي سلامة الدرعاوي يرى صعوبة في تخلي الأردن عن المساعدات الأمريكية، مشيراً إلى أن المساعدات التي تقدمها واشنطن تشكل 85% من مجموع المساعدات الدولية التي يتلقاها الأردن.

 وقال الدرعاوي لـ"إرم نيوز" إن "الولايات المتحدة تقدم دعمًا للموازنة بقيمة تقارب مليار دولار سنويًا، ونحو مليار ونصف المليار دولار مساعدات عسكرية، ومن الصعب الحديث عن إمكانية تعويض ذلك".

وأضاف: "علينا الانتظار قليلاً، فالرئيس الأمريكي ترامب، في ولايته الأولى، رفع المساعدات للأردن من مليار و200 مليون دينار أردني إلى مليار و400 مليون دينار. والأردن، اليوم، لديه اتفاقية أقرها الكونغرس تمتد لسبع سنوات، بموجبها تقدم الولايات المتحدة دعمًا سنويًا للموازنة بقيمة مليار و450 مليون دينار".

وكان ترامب قد أعلن، بعد أيام من تنصيبه، عن وقف المساعدات الأمريكية لمدة 90 يومًا، باستثناء تلك المقدمة لمصر وإسرائيل. وبناءً على قراره، بدأت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في الأردن بوقف مشاريع التمويل، ما يعني وقف رواتب العاملين في الأردن على تلك المشاريع.