أمر رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، الجمعة، بفتح تحقيق عاجل وشامل بإشراف المدعي العام العسكري لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين في الاشتباكات التي شهدتها مدينة مصراتة.
وشهدت مدينة مصراتة الواقعة شرق العاصمة الليبية بـ187 كم الليلة الماضية اشتباكات مسلحة عنيفة بين جهازين أمنيين تابعين لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، بسبب خلافات حول مناطق الانتشار، ما أجل الرحلات الجوية وعرّض المدنيين لإصابات.
ووثقت منظمة رصد الجرائم في ليبيا في تقرير لها، إصابة 11 مدنيا، بينهم 4 مهاجرين وطفل واحد، نتيجة الاشتباكات التي اندلعت مساء الخميس في مناطق السكت والغيران جنوبي مصراتة.
وأصدرت وزارة الدفاع في حكومة الدبيبة، أوامر فورية وصارمة بمنع خروج عناصر الكتيبة 24 مشاة من مقراتهم بمدينة مصراتة، وذلك عقب الاشتباكات التي وقعت مساء أمس الخميس بين أفراد من المنطقة العسكرية الوسطى التابعين لها وقوة العمليات المشتركة.
وأكدت الوزارة في بيان نشرته منصات "حكومتنا"، أن القرار جاء حفاظا على الانضباط العسكري ومنعا لتكرار مثل هذه التجاوزات، مشيرة إلى أن تحقيقا عاجلا وشاملا فُتح بإشراف المدعي العام العسكري لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين.
وشددت الوزارة على أن أي خرق للأوامر أو خروج عن التعليمات سيُواجه بإجراءات رادعة، مؤكدة في الوقت نفسه أن هيبة المؤسسة العسكرية وانضباطها خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه تحت أي مبرر.
وعاد الهدوء الحذر اليوم إلى المدينة، وفي جزيرة السكت تحديداً بعد "ليلة بيضاء" استخدم فيها المسلحون خلال الاشتباكات، الأسلحة المتوسطة والخفيفة والمقذوفات التي وصلت بالقرب من مستشفى الأورام، متسببة في إغلاق مطار مصراتة أيضا وفرض حظر تجوال ليلي.
وأغلب أفراد ما يعرف بـ"كتيبة 24" مشاة التابعة لرئاسة الأركان بوزارة الدفاع، من بقايا كتيبة "ثوار حطين"، إحدى كتائب مصراتة التي واجهت كتائب معمر القذافي، ولاحقت أتباعه إلى الجنوب الشرقي والغربي. واعتبرت أول كتيبة ثوار أُلحقت بأجهزة الدولة النظامية بأرقام عسكرية وتلقت تدريبات مكثفة.
وتعد مصراتة من أكبر المدن في الغرب الليبي، والتي تشهد من حين لآخر توترات مسلحة بسبب صراعات على النفوذ بين المجموعات المتنافسة.
