بوتين: روسيا ستسمح لمواطني الصين بدخول أراضيها بدون تأشيرة
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء، وقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، ارتباك تل أبيب وسط مخاوف حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من "العزلة" إذ لم تطلع واشنطن تل أبيب على القرار قبل اتخاذه.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن هذا القرار جاء دون أي تنسيق مسبق مع الحكومة الإسرائيلية، التي كانت قد شنت غارة ثانية لليوم الثاني على التوالي على أهداف حوثية في اليمن قبل ساعات فقط من إعلان ترامب.
ويكشف التباين في المواقف عن تراجع نسبي في مستوى التنسيق بين واشنطن وتل أبيب، في وقت تُعد فيه ملفات إيران واليمن محورية للأمن القومي الإسرائيلي.
وبحسب مراقبين، يفتح هذا التطور الباب أمام تساؤلات أوسع حول مدى قدرة حكومة نتنياهو على التأثير في قرارات إدارة ترامب، التي تبدو الآن أكثر تركيزا على تحقيق اختراقات دبلوماسية وصفقات تراعي أولا مصالح واشنطن.
عراب التهدئة
وكشفت مصادر مطلعة لشبكة "سي إن إن" أن المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، قاد خلال الأيام الماضية محادثات غير معلنة مع مسؤولين إيرانيين، بوساطة عمانية، أفضت إلى تفاهم ضمني مع الحوثيين تم بموجبه وقف التصعيد العسكري.
وينظر إلى هذه الخطوة كجزء من استراتيجية أوسع تمهد لإعادة إحياء المحادثات النووية مع طهران، قبل زيارة مرتقبة للرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط.
ورغم أن الخطوة الأمريكية حملت طابعا تكتيكيا يهدف إلى خفض التوتر قبيل جولة ترامب الشرق أوسطية، فإن تجاهل إسرائيل في هذا السياق أثار تساؤلات داخل المؤسسة الأمنية والسياسية في تل أبيب، حول ما إذا كانت هذه بداية تحوّل في منسوب التنسيق الأمني بين واشنطن وحكومة نتنياهو.
تهميش تل أبيب
أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل لم تبلغ مسبقا بنية ترامب وقف الحملة ضد الحوثيين، ولم ترد أي إشارة صريحة إلى موقف إسرائيل من التفاهم.
وبينما تنتظر القيادة السياسية في تل أبيب بيانا توضيحيا من البيت الأبيض، تسود حالة من القلق حول ما إذا كانت إسرائيل مشمولة ضمن هذا الاتفاق الضمني، أم أنها ستترك لتقديرها الخاص في الرد على أي تهديد حوثي.
وقال مصدر إسرائيلي للقناة العبرية 14 إن "غياب التنسيق بشأن هذا الملف الحساس أمر غير مألوف، خاصة وأننا نواجه تهديدا مباشرا من الحوثيين، المدعومين من إيران".
وأشار إلى أن تل أبيب فوجئت بتوقيت التصريحات، في وقت كانت تُجرى فيه اتصالات دبلوماسية لترتيب زيارة محتملة لترامب إلى إسرائيل ضمن جولته القادمة.
وفي هذا الإطار، تزامن هذا التوتر مع وجود وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، في واشنطن لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الأمريكيين، بينهم ويتكوف ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو. ومن المتوقع أن تتصدر تداعيات "اتفاق الحوثيين" جدول المحادثات بين الجانبين.
هل تلتزم إسرائيل؟
رغم أن إسرائيل لم تُصدر موقفا رسميا إلى الآن، نقلت مصادر عبرية أن "الرد الإسرائيلي سيتوقف على سلوك الحوثيين".
وإذا التزمت الميليشا بالتهدئة، فقد تجمد إسرائيل عملياتها مؤقتا.
ومع ذلك، يحذر مسؤولون أمنيون إسرائيليون من أن الحوثيين لا يزالون يحتفظون بقدرة كبيرة على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، ما يجعل إسرائيل في حالة استعداد دائمة.