قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قطاع غزة، انتقلت من "الشعارات" إلى "الدبلوماسية الخشنة"، مشيرة إلى أن "العملية لم تعد مجرد صور لمصافحات، أو وعود بـ"غزة جديدة".
وأوضحت أن "ما تبقى على الطاولة هو لعبة شطرنج إقليمية، حيث يلعب كل طرف لصالحه الخاص؛ ومرة أخرى يبدو واضحا مدى العمل على تحييد إسرائيل".
ورأت أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لم يأتِ إلى إسرائيل بـ"رسالة أمريكية مُعدّة" ضد التغلغل التركي في قطاع غزة، بل جاء ليؤكد رفضها وخطوطها الحمراء إزاء تمرير هذه الخطوة".
جاء ذلك رغم عدم استبعاد ترامب أن تكون تركيا إحدى الدول المشاركة في قوة الاستقرار في قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن "كل شيء في ظل خطة إدارة ترامب في غزة متقلب، وفي إطار هذه الديناميكية، يجب على إسرائيل ألا تغفل ما يحدث، وأن تبقى دائماً في قلب الحدث. وإلا، سنواجه واقع تغييرات وقرارات لم نكن جزءاً منها".
وألمحت إلى أن "تركيا تحاول الضلوع في قطاع غزة من باب خلفي؛ إذ تروِّج لإمكانية تغيير هوية حماس عبر تأسيس حزب جديد، أو اسم جديد، أو شعار جديد، لكن الجوهر باقٍ".
وتؤكد "معاريف" أن "أنقرة ومعها الدوحة، تخططان فعلياً إلى تغيير اسم حماس وليس مسارها، لكن إسرائيل تدرك إقبالا على حماس متنكرة بقناع يصعب كشفه".
وفي خضم كل هذا، عادت مصر لتلعب دور الوسيط الوطني؛ إذ تحاول القاهرة الترويج لـ"المصالحة" بين فتح وحماس، كما سعت إلى ذلك في العام 2005.
وترى الكاتبة الإسرائيلية آنا بريسكي أن "مصلحة مصر من وراء هذه المساعي واضحة: حدود مستقرة، وسيطرة على رفح، ومكانة وسيط لا يمكن تجاوزه".
وبالنظر إلى وتيرة الأحداث، كما تقول بريسكي، تعيد القاهرة سيناريو عام 2005، ولكن بصيغة HD، قد تنتهي بتشكيل حكومة فلسطينية "معتدلة" في غزة، حيث يجلس الجميع معا ويتقاسمون المسؤولية، وهى ما يعني: حكم حماس ولكن بغطاء مدني، يفكك ائتلاف الحركة في العلن وليس في الواقع".
وفي المقابل، تعوِّل إسرائيل على إحباط واشنطن أي محاولة تعيد إنتاج حماس.
وخلصت الصحيفة إلى أنه في نهاية كل هذه التحركات والتصريحات والقمم، يتضح أن السؤال الحقيقي لم يعد: من يحكم غزة؟ بل من سينجح في السيطرة على الواقع المتغير المحيط بها؟ وإذا ارتكبت إسرائيل أخطاءً، فستجد نفسها مجددا في موقف رد الفعل بدلا من القيادة.