وجّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، بتشكيل لجنة تحقيقية عليا بشأن الهجوم الذي استهدف حقل كورمور الغازي في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية.
وقال الناطق باسم القائد العام، صباح النعمان، في بيان، إن "السوداني ترأس اجتماعًا طارئًا بحضور وزيري الدفاع والداخلية ورؤساء الأجهزة الأمنية، للوقوف على تداعيات الاستهداف"، مشيرًا إلى أن "الهجوم يندرج ضمن محاولات جهات إرهابية ضرب استقرار البلاد في لحظة يمضي فيها العراق نحو دور إقليمي ودولي أكثر توازنًا".
وبحسب البيان، وجّه السوداني بتشكيل لجنة عليا برئاسة وزير الداخلية، وعضوية رئيس جهاز المخابرات الوطني، ووزير داخلية إقليم كردستان، وبإسناد من التحالف الدولي، إضافة إلى لجنة فنية من قيادة العمليات المشتركة، بهدف التوصل إلى المتورطين ومن يقف خلفهم، ومحاسبتهم وفق القانون.
وفي موقف لافت، شدّد مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العراق، مارك سافايا، على ضرورة أن تحدّد الحكومة العراقية هوية منفذي هجوم كورمور وتقديمهم للعدالة، مؤكدًا أن الجماعات المتورطة "تعمل بشكل غير قانوني، ومدفوعة بأجندات خارجية معادية".
وقال سافايا، في تدوينة على "إكس"، إن "الهجوم الذي تعرّض له حقل كورمور نُفذ بواسطة جماعات مسلحة لا تعمل ضمن مؤسسات الدولة"، مشددًا على أن "لا مكان لمثل هذه الجماعات في عراق يتمتع بسيادة كاملة".
وأضاف أن الولايات المتحدة "ستدعم بغداد بشكل كامل في جهودها لتعقب هذه الجماعات ومحاسبتها"، مؤكدًا أن واشنطن "تدعم وجود إقليم كردستان قوي ضمن عراق موحد ومستقر، وتشجع تعاونًا أمنيًا أعمق بين بغداد وأربيل لحماية البنية التحتية الحيوية لقطاع الطاقة".
وأشار المبعوث الأمريكي إلى التزام واشنطن "بتعزيز القدرات الدفاعية العراقية وبناء القوات الوطنية"، مؤكدًا أن "حماية موارد العراق، والدفاع عن سيادته، سيظلان أولويات مشتركة".
وتعرّض حقل كورمور، مساء الأربعاء، لهجوم بطائرات مسيّرة أدى إلى اندلاع حريق واسع داخل إحدى مناطق الإنتاج، الأمر الذي تسبب بتوقف إمدادات الغاز إلى محطات الكهرباء في إقليم كردستان.
ووفق مصادر محلية وأمنية، فقد وقع الاستهداف عند الساعة 11:30 ليلًا، وأدى إلى أضرار مادية جسيمة داخل نطاق الحقل دون تسجيل خسائر بشرية، فيما دخلت فرق الإطفاء والطوارئ في سباق مع الوقت للسيطرة على النيران.
وأظهرت مقاطع مصوّرة تصاعدًا كبيرًا للّهب وسط تشغيل صافرات الإنذار، قبل أن تعلن وزارتا الموارد الطبيعية والكهرباء في الإقليم إيقاف تصدير الغاز بالكامل إلى محطات التوليد "حتى إشعار آخر".
وسبق للحقل أن تعرض لهجمات مماثلة، خلال الأعوام 2022 و2023 و2024، اتُّهمت فيها جماعات مسلحة تعمل خارج إطار الدولة بمحاولة الضغط على حكومة الإقليم أو التأثير على ملف الغاز، ما يجعل الهجوم الأخير حلقة جديدة في سلسلة تهديدات تستهدف مشاريع الطاقة الحيوية في العراق.
وبحسب مصادر فنية في الإقليم، فقد تسبّب الهجوم بتوقف شبه كامل في عمليات تزويد محطات إنتاج الكهرباء بالغاز، إذ انخفض الضخ بنسب وصلت في بعض المناطق إلى نحو 70%، ما أدى إلى اهتزاز فوري في منظومة التجهيز وانقطاع التيار لساعات طويلة في السليمانية وأطرافها.
