اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشرق أوسطية كانت تعزيزًا لمكانة الدول العربية على حساب إسرائيل، لكنها أكدت أن الجفاء بينهما "تكتيكي" وليس استراتيجيا.
وقالت الصحيفة، إن "زيارة الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط فضّلت دول الخليج على التحالف التقليدي مع إسرائيل، ما أدى، على الأقل في الوقت الحالي، إلى تآكل مركزية تحالف أمريكا المستمر منذ عقود مع إسرائيل".
ورأت، بحسب محللين، أنه "رغم تجاوز ترامب لإسرائيل، حيث تواصل مع قادة المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة فقط، إلا أن خلافات البيت الأبيض مع إسرائيل مرتبطة بأجندة الرئيس أكثر منها باختلاف طويل الأمد".
وبحسب الصحيفة فإنه "حتى قبل وصول ترامب إلى المنطقة، أدت الصفقة الأحادية الجانب التي أبرمتها الإدارة مع حماس لتأمين إطلاق سراح آخر رهينة أمريكي متبقٍ في غزة، بالإضافة إلى خطوات أمريكية أخرى، إما إلى تهميش الإسرائيليين وإما مفاجأتهم، ما يؤكد أن الحليفين ليسا على وفاق تام بشأن بؤر التوتر في المنطقة".
وأضافت: "على الرغم من أن علاقة ترامب بنتنياهو لطالما اتسمت بالحذر، وبينما يقول مقربون من الرئيس إنه لم يتجاوز بعد تهنئة نتنياهو العلنية لجو بايدن بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، لكن خلافاتهما الحالية تتعلق بأجندة ترامب أكثر منها بأي خلاف طويل الأمد".
وقال ستيفن كوك، خبير شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن إن "الاختلافات بين أمريكا وإسرائيل حقيقية والتوتر حقيقي، لكن بعضهم يُبالغ في تقدير أهمية استبعاد إسرائيل من جدول أعمال الزيارة".
وأشار كوك، إلى أن "نتنياهو عقد اجتماعين مع ترامب، وأن القادة الإسرائيليين لا يزالون على اتصال وثيق بنظرائهم الأمريكيين".
وذهبت الصحيفة، إلى أن "التحول الأمريكي تكتيكي أكثر منه استراتيجي؛ حيث لا تزال الولايات المتحدة الحليف الأقرب لإسرائيل والمورد الرئيس للأسلحة لها".
ورغم تضرر دعم إسرائيل في الكونغرس بسبب حربها على غزة، إلا أن ذلك يجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، على أي رئيس في البيت الأبيض أن يُقلل من شأن هذه العلاقة بشكل كبير، وفق قولها.
ولفتت إلى أن "نتنياهو، تحديدًا، هو من وجد نفسه خارج دائرة الضوء بدءًا من أبريل/ نيسان عندما أعلن ترامب عن محادثات نووية مع إيران خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للبيت الأبيض".
ورغم تصريحات ترامب بأنه يُفضّل اتفاقًا مع طهران يقضي بعدم تطوير سلاح نووي، إلا أنه هدّد بإمكانية تعرض إيران لهجوم في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
وفي حين أن من شأن هذا النهج أن يُقرّب ترامب مجددًا من وجهة نظر نتنياهو حول كيفية وقف البرنامج النووي الإيراني، لكن لا يُعد هذا سوى أحد خلافاته مع إسرائيل؛ حيث سبق وأبرم صفقة مع الحوثيين، وتفاوض مباشرة مع حماس لإطلاق سراح آخر أسير أمريكي، وأخيرًا رفع العقوبات عن سوريا.
