يسعى المسلمون في رومانيا إلى إحياء شعائر شهر رمضان المبارك، ضمن أجواء تسودها المحبة والتعايش بين كافة مكونات المجتمع، بحسب المركز الثقافي العربي الذي يقيم فعاليات تعزز طقوس رمضان عبر لقاءات وإفطارات رمضانية وغيرها في رومانيا.
ويقول الدكتور ضرار قطيني، مدير "المركز الثقافي الأوروبي الروماني العربي" في العاصمة الرومانية بوخارست، إن "هذا الشهر مناسبة لبث البركة، ومحاولة لتقديم ما يمكننا فعله معنويًا وروحيًا في مدّ يد المساعدة للغير، والتركيز على الطلبة الجامعيين والمسلمين الجدد".
ويؤكد قطيني، لـ"إرم نيوز"، أن "التحديات التي تواجه المسلمين في رومانيا ليست كبيرة؛ رغم أننا نعيش في بلد أوروبي غير إسلامي، والجو العام غير رمضاني، وقد يكون هذا الأمر غريبًا على الوافدين الجدد وخاصة من الطلبة، ولكنهم يتأقلمون لاحقًا".
ويشير قطيني إلى أن "المجتمع الروماني مسالم ويحترم عادات المجتمعات والأديان الأخرى، ويؤمّن ظروف الراحة لهم لمزاولة الواجبات والطقوس الدينية، كما أن الدستور الروماني يحمي الحريات الدينية والإثنية، وهذا جزء من الثقافة الرومانية، ما يخلق أجواء إيجابية لا مكان فيها للتحديات السلبية".
ويوضح أن "المركز الثقافي يركز على القادمين الجدد، وخاصة الطلبة الذين يصومون لأول مرة، بالاتصال معهم وتحضيرهم لهذه الأجواء، مثل تجهيز موائد الإفطار الجماعية وتسهيل الاتصالات وعقد اللقاءات وتبادل المعرفة والأفكار، لسد فراغ غياب العائلة والوطن الأصلي".
ومن شأن تعزيز التواصل بين الجالية المسلمة والمجتمع الروماني خلال شهر رمضان، الإسهام في ترسيخ العيش المشترك، إذ يقول قطيني إن "التواصل يعتمد على تحركنا بالتعريف بالشهر الفضيل للمجتمع الروماني، وشرح معانيه وطقوسه وأحداثه وقيمه، وننتهز الفرصة لإيراد المعاني وزيادة المعرفة الحقيقية، والعمل على دعوة الأصدقاء الرومانيين لموائدنا ومعايشة الواقع".
ويضيف قطيني: "المركز العربي في رومانيا تأسس عام 2013 للترويج للثقافة العربية والإسلامية إلى جانب الثقافة الرومانية والأوروبية، بهدف اعتماد آلية الحوار بين الثقافات والأديان والإثنيات على أساس التسامح والعيش السلمي والاحترام المتبادل، والتعريف بالعادات والتقاليد والتاريخ".
وبحسب الدكتور ضرار قطيني، يبلغ عدد المسلمين الذين يقطنون في رومانيا قديمًا حوالي 300 ألف، ويشكّلون الأقلية المسلمة من التتر والأتراك، علمًا أن القسم الأكبر منهم موجود في منطقة دوبروجا المطلة على البحر الأسود، أما المسلمون الآخرون فقطنوا في رومانيا منذ حوالي 70 سنة، وشكلت أجيالهم حوالي 100 ألف، معظمهم من العرب والإيرانيين والأتراك وبقية الجنسيات.