مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم العربي

"مسار إيجابي دون نتيجة".. سوريا تكشف تطورات المحادثات مع "قسد"

وزير الخارجية السوري أسعد الشيبانيالمصدر: أ ف ب

نفى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أمس الأحد، صحة مزاعم تحقيق تقدم جوهري بين حكومته والمسؤولين الأكراد في المحادثات الرامية إلى إعادة دمج قوات "قسد" وهياكلها العسكرية مع دمشق.

وفي تصريحات أدلى بها لموقع "المونيتور" على هامش مؤتمر حوار المنامة في البحرين، أكد الشيباني: "المباحثات مع قوات سوريا الديمقراطية مستمرة، لكن لم تتخذ أي خطوات إيجابية أو عملية حتى الآن"، مضيفا أنه "بشكل عام، المسار إيجابي".

تصريحات وزير الخارجية السوري الحديثة تتناقض بشكل كبير مع تقييم المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، للمحادثات التي تُجريها بلاده.

ففي كلمة ألقاها أمام المؤتمر الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية مؤخرا، قال باراك إن المحادثات تسير "بشكل ممتاز".

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني

الشيباني: سوريا على مسافة واحدة من الجميع والشرع سيزور البيت الأبيض قريباً

وتأتي تصريحات الشيباني قبيل اجتماع تاريخي بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس دونالد ترامب في واشنطن، والذي من المقرر مبدئيا أن يُعقد في 10 نوفمبر/تشرين الثاني.

وسيكون الشرع بهذه الزيارة أول رئيس سوري يُستقبل في البيت الأبيض منذ استقلال سوريا عام 1946.

زيارة تاريخية

في تصريحاته السابقة، قال مبعوث ترامب إن الرئيسين "يأملان" أن يوقعا اتفاقية لانضمام سوريا رسميا إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش. ووصف الشيباني الزيارة بأنها "تاريخية" في تصريحاته العلنية خلال المؤتمر.

ويتوجه الشرع إلى واشنطن قادما من البرازيل، حيث سيحضر قمة المناخ الثلاثين التي من المقرر أن تعقد يومي 6 و7 نوفمبر/تشرين الثاني.

وتظل قوات سوريا الديمقراطية الشريك الرئيسي للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على الأرض في سوريا ولعبت دورا حاسما في الهزيمة الإقليمية للتنظيم الإرهابي في عام 2019.

ومع ذلك، يقول مسؤولون أمريكيون وسوريون إن فلول داعش لا تزال تشكل تهديدًا، حيث تشن هجمات منهجية وإن كانت صغيرة ضد القوات الكردية والسورية في جميع أنحاء البلاد.

يُعتبر اتفاق دمشق مع الأكراد، الذين يسيطرون على ثلث البلاد، بما في ذلك معظم مواردها النفطية والمائية، ضروريا لتعافي الاقتصاد السوري المتضرر من الحرب.

وبحسب خبراء، يساعد الاتفاق إدارة ترامب، التي تضغط على الكونغرس - حيث يحظى الأكراد بتعاطف قوي من الحزبين - من أجل الإلغاء الكامل للعقوبات المتبقية على سوريا، على تعزيز موقفها.

وفي العاشر من مارس/آذار، وتحت ضغط من الولايات المتحدة، وقّع الشرع والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، اتفاقية إطارية من 8 نقاط لدمج الهياكل المدنية والعسكرية التي يقودها الأكراد مع الحكومة المركزية.

توترات مرتفعة بين الجانبين

ومع ذلك، ورغم جهود الوساطة الأمريكية، بحسب موقع "المونيتور"، لا تزال التوترات بين الجانبين مرتفعة، مع وقوع اشتباكات متقطعة حول سد تشرين، ومؤخرا في حلب، حيث يسيطر الأكراد على حيين، هما الشيخ مقصود والأشرفية.

وجمعت واشنطن بين حكومة دمشق والأكراد للمرة الرابعة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، في أعقاب تصعيدٍ مُقلقٍ آخر بين القوات الكردية وحكومة دمشق، في حين لا يزال وقف إطلاق النار صامدا إلى حدٍ كبير منذ ذلك الحين.

وأكد باراك أن جهود اندماج قوات سوريا الديمقراطية مع الجيش الوطني تتقدم بشكلٍ جيد. وصرح مبعوث، ترامب، للصحفيين يوم السبت: "نجري عملية دمج رائعة مع مظلوم عبدي والشرعة".

أخبار ذات علاقة

عناصر من قوات سوريا الديمقراطية

"بادرة حسن نية".. "قسد" تسلم دمشق عددا من المعتقلين لديها

اختلافات "جوهرية"

من جهته، صرح سيبان حمو، القيادي الكبير لدى قوات سوريا الديمقراطية الذي يتولى زمام المحادثات مع المسؤولين العسكريين في دمشق، في مقابلة أجريت معه مؤخرا مع وسائل إعلام كردية، بأن الأمور لم تكن تسير على النحو الذي وصفه باراك. 

وأضاف القيادي حمو: "خلال الاجتماع الأخير في دمشق، سادت أجواء إيجابية بمشاركة قواتنا، إلى جانب مشاركة وزارة الدفاع وعدد من المسؤولين الأمريكيين. إلا أنه لم يتم التوصل إلى نتائج ملموسة، واقتصرت النتائج على وعود شفهية وتصريحات نوايا عامة دون اتفاقات مكتوبة واضحة"، وفق قوله.

يشار إلى أن الأكراد لا يريدون التخلي عن السيطرة التي تتمتع بها قوات سوريا الديمقراطية وأسلحتها، وبينما يقبلون مبدئيا الخضوع للقيادة العامة للجيش الوطني، إلا أنهم يرغبون في التمسك بها كوحدات مستقلة والبقاء في مواقعهم الحالية.

كما يرغب الأكراد، وفق خبراء، في الحفاظ على استقلالهم الإداري. 

نظام هجين

وقال باراك يوم السبت إنه في الجدل الدائر حول المركزية مقابل الفيدرالية، "لا بد من وجود نظام هجين" بحيث "يمكن أن تتحقق المركزية مع الحوكمة المحلية، والمدارس، واللغة، والسلطات البلدية بالإضافة إلى قوات الشرطة". 

وأضاف: "يجب أن يكون هذا النظام قائما"، مجادلًا بأن هذه الصيغة ستشبه نظام "الملل في الدولة العثمانية" الذي منح أقليات الإمبراطورية استقلالية نسبية طالما التزموا بالولاء المطلق ودفعوا ضرائب أعلى من رعاياها المسلمين، معتبرا أن "سبب نجاح الإمبراطورية العثمانية لمدة 550 عاما هو أن هذا ما فعلته"، وفق قوله.

أخبار ذات علاقة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

أردوغان يحذّر "قسد" من عواقب رفض الاندماج بالدولة السورية

"الإسبريسو "ثقافة" والرغوة هي "العصير"

وتابع باراك: "فلتحافظ كل ثقافة على ثقافتها الخاصة. لكن امنحوها بعض المزايا الإضافية، ليكون الأمر أشبه بفنجان كابتشينو. الإسبريسو هو الثقافة، والرغوة هي العصير. الآن، لا يوجد عصير. إذاً، ما الذي يستفيده أي شخص من المركزية؟"، في إشارة واضحة إلى انهيار الاقتصاد السوري، على حد تعبيره.

وأضاف مبعوث ترامب "ينبغي أن يكون النهوض بالاقتصاد، وبالتالي ضمان الإلغاء الكامل للعقوبات، أولويةً لجميع الأطراف". وأشار باراك إلى أن "ما ترونه هو ميل حكومة الشرع نحو هذا النهج، وحرصها على تحقيق ذلك".

وأكد باراك أن تركيا لم تشكل عائقا أمام محادثات الاندماج. واختتم حديثه قائلًا: "لقد تحلّت تركيا بالصبر، وهم سعداء بحدوث ذلك، لأن قوات سوريا الديمقراطية متحالفة مع النظام وجزء منه".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC