logo
العالم العربي

"الميكانيزم" بثوب جديد.. المندوبان المدنيان أمام اختبار نزع سلاح "حزب الله"

منطقة الناقورة التي شهدت المحادثاتالمصدر: أ ب

تضع بيروت آمالًا كبيرة على محادثات الناقورة مع تل أبيب، التي جرت لأول مرة منذ 1993، لتلافي حرب إسرائيلية، مع نجاح الولايات المتحدة في تحقيق طفرة باجتماعات "الميكانيزم" عبر إدخال عنصر مدني على المحادثات.

وانبثقت لجنة "الميكانيزم" عن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وتضم ممثلين عسكريين عن بيروت وتل أبيب إلى جانب قوات "اليونيفيل"، برعاية أمريكية فرنسية، وتهدف إلى تثبيت الاتفاق. 

وبحسب مصادر لبنانية، سيكون الاجتماع المقبل بين الجانبين في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري داخل لجنة "الميكانيزم" بالوساطة الأمريكية، بمثابة "كشف حساب" للطرفين حول ما أنجزه لبنان بشأن نزع سلاح حزب الله جنوب الليطاني خلال الأسبوعين المقبلين، ووضع حد للتعديات الإسرائيلية المستمرة في الجنوب، والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، وبحث الانسحاب من النقاط اللبنانية الخمس المحتلة.

أخبار ذات علاقة

لافتة ترحيبية عند مدخل منطقة الناقورة في لبنان

ضغط النار والوقت.. كيف غيّرت "مفاوضات الناقورة" استراتيجية لبنان؟

وحضر لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، أو ما يعرف بلجنة "الميكانيزم"، مندوبان مدنيان لبناني وإسرائيلي، هما السفير اللبناني السابق سيمون كرم، والمدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوري رسنيك، بالإضافة إلى الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس.

منع الحرب

ويقول مصدر عسكري لبناني، إن "الجانب الأمريكي أكد أن مشاركة عناصر مدنية لأول مرة في هذه الاجتماعات تُعد خطوة متأخرة، لكنها ستكون قائمة ومؤثرة في تحقيق المحاور الثلاثة: نزع سلاح حزب الله نهائيًا، وانسحاب القوات الإسرائيلية من النقاط الخمس الإستراتيجية، وتوقف الغارات على لبنان، وبالتالي منع أي حرب مقبلة".

وأوضح المصدر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "الحديث من الجانب اللبناني كان رسميًا وموجهًا إلى الجانب الأمريكي، ولم يكن هناك تعاطٍ مباشر مع الوفد الإسرائيلي بشأن بحث وقف الغارات على الجنوب، خاصة أن الجيش يسير في الخطوات النهائية لحصر السلاح جنوب الليطاني".

وأشار إلى أن "الانسحاب من النقاط الخمس المحتلة سيجعل الجانب اللبناني يتقدم، بشكل كبير، في استكمال بقية عملية نزع السلاح بخطوات أسرع، ونتائج حاسمة في مختلف الأراضي اللبنانية".

وبيّن المصدر العسكري، أن "هناك تدخلًا واضحًا من الجانب الأمريكي خلال هذا الاجتماع المباشر، لمنع إسرائيل في الفترة المقبلة من القيام بأي عدوان على لبنان، بعد ارتفاع المؤشرات حول ذلك".

ولفت إلى أن "الاجتماع المقبل سيحمل عدة نقاط نقاش وأوراق عمل مهمة بين الجانبين، ستتعلق بشكل كبير بما أُنجز في حصر السلاح خلال الأسبوعين المقبلين، ووقف إسرائيل التعديات على الجنوب، والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، بما يدفع الجيش اللبناني للقيام بمهامه لإتمام حصرية السلاح، وبحث الانسحاب من النقاط الخمس المحتلة".

شراء للوقت

بدوره، يؤكد الباحث السياسي اللبناني الدكتور ميشال شماعي، أن "وجود شخصية مدنية في صفوف الجانبين المتفاوضين، السفير سيمون كرم من الجانب اللبناني، ويوري رسنيك من الجانب الإسرائيلي، مسألة إيجابية للغاية، ويجب الاستثمار فيها خلال هذه المرحلة، في ظل ما تشهده من توتر بالغ الخطورة يهدد لبنان".

وشدد شماعي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، على ضرورة الالتفات إلى مسألة مهمة، وهي أن "العهد الجديد" في لبنان لا يستطيع بعد مثل هذا الاجتماع الإيجابي أن يتخلف عن الالتزامات الدولية والقرارات التي قطعتها الحكومة، في جلسة 5 أغسطس/آب 2025، بشأن نزع سلاح حزب الله، وذلك بعد تعيين كرم استجابة لزيارة البابا لاوون الرابع عشر والمطالب الأمريكية، ظنًا منه أنه يستطيع تلافي أي ضربة إسرائيلية محتملة تجاه لبنان بذلك فقط.

وأشار شماعي، إلى أن "ما جرى عبر إدخال مدني من جانب لبنان على اجتماعات لجنة الميكانيزم يُعد بمثابة شراء للوقت، ولن يُستكمل الانسحاب الإسرائيلي إلا عند تنفيذ القرار 1701 ومدرجاته وقرار الحكومة".

ولفت إلى أنه "، حتى الآن، يُستبعد إتمام تنفيذ بيروت للقرارات الأممية، ما يؤشر إلى أن خطوة إشراك شخصية مدنية، رغم إيجابيتها، تبقى كما يُقال باللهجة اللبنانية دعسة ناقصة".

واستكمل شماعي بالقول، إن "الضرورة تكمن في التحرك سريعًا نحو إتمام مرحلة نزع السلاح جنوب الليطاني، والعمل على ذلك بجدية في مختلف الأراضي اللبنانية، لإتمام التزامات لبنان الدولية التي سيُبنى عليها استكمال قرار وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس".

أخبار ذات علاقة

قوات إسرائيلية في محيط غزة

مواجهة عسكرية وسياسية.. إسرائيل تستعد لـ"إقامة طويلة" في غزة وسوريا ولبنان

"مفاوضات رمادية"

بدوره، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي الدكتور نزار نزال، أن "تل أبيب نجحت في إضفاء طابع مدني على لجنة الميكانيزم، التي أُضيف إليها عنصران مدنيان من الجانبين اللبناني والإسرائيلي، بعد أن كانت ترى أنها لا تحقق مساعيها طالما اقتصرت الوفود على الطابع العسكري فقط".

وبيّن نزال في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل حاولت فتح خطوط مع الدولة اللبنانية في محاولة لعزل حزب الله عن القرار السيادي، وبالتالي جاء الاجتماع في شكله الجديد ليحمل جانبًا مدنيًا".

ووصف نزال المفاوضات بأنها "رمادية"، إذ لا يمكن القول إنها مباشرة أو عكس ذلك، في ظل وجود مجموعة من الأطراف التي تربط بين الجانبين، وتقدم الحلول والتحركات، في إشارة إلى الوسطاء.

ويرى نزال، أن إسرائيل تريد تحقيق مكاسب تتعلق بجعل المحادثات ذات صبغة مدنية، ولا ترغب في تركها محصورة في سياق الشؤون الأمنية والعسكرية فقط، في ظل عملها على التطبيع ومحاولة إخراج حزب الله من المشهد بالكامل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC