logo
أخبار

ألغام على العتبات.. عراقيون يتملكهم اليأس من العودة لمنازلهم في بعشيقة (صور)‎

ألغام على العتبات.. عراقيون يتملكهم اليأس من العودة لمنازلهم في بعشيقة (صور)‎
02 ديسمبر 2016، 2:25 م

شقّ خضر سليم طريقه بحذر شديد على أنقاض منزله القديم وقد تملكه اليأس من العودة بعد عامين من الفرار، لكنه يخشى أن يكون مقاتلو تنظيم داعش لغموا المنزل قبل طردهم أخيرا.

قبل أيام قليلة زار ساكنان سابقان من بلدته بعشيقة منزلهما لأول مرة منذ فرارهما قبل عامين. قتل الاثنان عندما انفجرت قنبلة في الباب الأمامي للمنزل.

وقال سليم "الوضع خطير هنا. هناك حاجة لإزالة المتفجرات من البلدة قبل أن نتمكن حتى من إزالة الأنقاض ناهيك عن العودة للعيش".

وأضاف "لكن لا يمكننا البقاء بعيدا أكثر من ذلك. استأجرنا في أماكن أخرى لعامين ولم أعثر على عمل بعد. ينفد المال ونحتاج للعودة إلى ديارنا".

القتل والتشويه في الانتظار

ويعود آلاف العراقيين الذين فروا عندما اجتاح داعش مساحات واسعة من العراق في 2014 إلى ديارهم بعد أن استعادت حملة تدعمها الولايات المتحدة البلدات والقرى النائية قرب الموصل أكبر معقل للتنظيم المتشدد في العراق.


9243a8b6-43dc-4399-99ca-e642cf375f13

لكن آمال العودة تتبدد إذ قتل كثير من القرويين أو شوهوا نتيجة الألغام والعبوات الناسفة التي تركها المتشددون خلفهم وهم يتقهقرون.

وكانت بعشيقة مسرحا لقتال شرس وضربات جوية قبل أن تنتزع القوات الكردية بدعم من الولايات المتحدة السيطرة عليها من تنظيم داعش في أكتوبر/ تشرين الأول.

وبين المنازل القليلة التي لا تزال قائمة في بعشيقة كتب على بعض جدران هذه المنازل "خطر - مادة تي.إن.تي". ولا تزال شوارع كثيرة مغلقة بسبب عدم تطهيرها بعد.


6be2ae3c-df1a-4e8e-a2a9-f771759bd778

ولم تزرع الألغام في المباني فحسب؛ إذ يقول خبراء إزالة الألغام إن حقول الألغام تمتد لعشرات الكيلومترات إلى جنوب شرقي بعشيقة تقريبا على طول الحدود السابقة لمناطق سيطرة تنظيم الدولة.

الأوتاد الصفراء

وفي قرية على هذا الخط في منطقة الخازر جنوب شرقي الموصل نصبت عشرات الأوتاد الصفراء التي تشير إلى إزالة الألغام على الطريق المؤدي إلى إحدى المدارس المحلية.

وقال سلام محمد الذي يعمل فريقه من المجموعة الاستشارية الدولية لإزالة الألغام في إزالة المتفجرات "قرر داعش عمل حقل ألغام دفاعي لكن معظم حقول الألغام تمر وسط المنازل" وأضاف "في الوقت نفسه يلغمون المنازل لمن أراد من الناس العودة لاحقا".


c99af648-6608-4dc0-9f51-97f648b199e1

وقال محمد إن المجموعة الاستشارية الدولية لإزالة الألغام عثرت حتى الآن على 350 عبوة ناسفة في هذه القرية بمفردها والتي جرى انتزاع السيطرة عليها في وقت سابق هذا العام. وقد بدأ للتو العمل في إزالة الألغام في بلدات أكبر كثيرا مثل بعشيقة.

مصممة للقتل

وذكر محمد أن الألغام ومعظمها أسطوانات معدنية مصنوعة في مصانع قنابل داعش ويصل وزنها إلى 35 كيلوغراما مصممة للقتل وليست مصممة للتشويه. وبين 25 مدنيا من ضحايا المتفجرات في منطقة الخازر في الأشهر الأخيرة لقي 16 شخصا حتفهم.

وقف محمد على حفرة بجانب إحدى الطرق حيث داس أحد السكان على لغم. حوله إلى ثلاثة أجزاء. قائلا "هذا حذاؤه" مشيرا إلى حذاء أسود مخصص للسير لمسافات طويلة لا يزال ملقى على الأرض، لكن الخطر لم يمنع بعض الناس من العودة إلى ديارهم.


c9bc0918-b400-453e-900f-628b3e09835f

وقال مزارع يدعى حامد زوراب (73 عاما) "عرفنا أن المنطقة ملغمة عندما عدنا لكن كنا نستأجر منزلا في منطقة خبات لنحو عامين ولم يتبق معنا أموال" وأضاف "لا نملك خيارا آخر".

وتكبدت العائلات التي عادت قبل عدة أشهر ثمنا باهظا. فقد قتل ابن زوراب عندما انفجرت قنبلة خارج منزله القريب.

الأطفال خبراء متفجّرات

ويعمل خبراء إزالة الألغام بأسرع طاقة لديهم لتطهير المناطق التي طرد منها التنظيم  لكنهم لا يعرفون كم من الوقت سيستغرق ذلك. وينصحون العائلات بالابتعاد لكن دون جدوى في بعض الأحيان.

وقال محمد إن قوة وقع أقدام طفل قادرة على تفجير معظم الألغام ويمكن للتفجيرات أن تدمر عربة.


cba7b106-d542-4d34-b21f-404c808740e0

وقام فريقه بتفجير عبوة بعد أن أخفق في إزالتها أو نزع فتيلها. وانطلق الدخان الناجم عن التفجير الذي يصم الآذان لعدة أمتار في الهواء.


c7e4f2e1-28c6-4364-afaa-8c907a6bbc3f

وفي منزل بقرية لا تزال تعج بالألغام قام خبراء المجموعة الاستشارية الدولية لإزالة الألغام بتعليم الأطفال كيف يمكنهم التعرف على الذخائر أو العبوات الناسفة التي لم تنفجر بعد. وقد تتخذ هذه العبوات أي شكل مثل ثلاجة زائفة أو قطعة أنابيب ملقاة على الطريق أو حتى دمية.

ورغم ذلك عاد خليل خوبير مع عائلته وأطفاله. وقال "بات الأطفال خبراء في المتفجرات".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC