logo
أخبار

"الرحيل عن البلاد".. الكلمة الأكثر انتشارا بين الصينيين

"الرحيل عن البلاد".. الكلمة الأكثر انتشارا بين الصينيين
27 يونيو 2022، 10:24 ص

قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن عمليات الإغلاق التي فرضتها الحكومة الصينية في ظل مكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد، مع سعيها لتحقيق هدف "صفر كوفيد"، أدت لتفكك العلاقة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والطبقة الوسطى في البلاد.

وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته الإثنين: "أصبحت الكلمة الأكثر انتشاراً في الصين حالياً هي الرحيل من الدولة، في ظل عمليات الإغلاق التي أثرت بالسلب على قطاع عريض من المواطنين".

ومضت تقول: "على مدار عقود، فإن الطبقة المتوسطة الواسعة في الصين لم يكن لديها سوى خيار واحد للمضي قدماً، وهو الانضمام إلى سباق المنافسة التي لا هوادة فيها".

وتابعت الصحيفة: "إلا أن هناك سلالة من المقاومة ظهرت بين الشباب في الصين منذ العام الماضي، وتتمثل في الاسترخاء، وأداء المطلوب فقط من أجل توفير الاحتياجات الضرورية للحياة".

وأضافت: "الآن وبعد سلسلة قرارات الإغلاق الصارمة من جانب حكومة الرئيس شي جين بينغ، فقد ظهر توجه ثالث، وهو الرحيل عن الدولة".

وأشارت إلى أنه في نهاية آذار/ مارس الماضي، وجد ما يقرب من 300 مليون نسمة أنفسهم خاضعين لقيود جديدة، ما جعلهم يلجأون إلى منصة WeChat، للبحث عن كيفية السفر إلى كندا، حيث تضاعفت عمليات البحث إلى 3000%، وفقاً لدراسة قام بها مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.

وأردفت الصحيفة: "في مطلع نيسان/ أبريل الماضي، قفزت عمليات البحث عن الهجرة في WeChat بنسبة 440%، في الوقت الذي أكدت فيه وكالات السفر والهجرة في الصين وخارجها إلى أنهم تعرضوا لتيار جارف من الاتصالات ورسائل البريد الإلكتروني".

ورأت الصحيفة أن ظاهرة الرغبة في الهجرة تلقي الأضواء على مستوى الإحباط المرتفع الذي أصاب المواطنين الصينيين، وبشكل خاص من الطبقة المتوسطة، في ظل القيود المفروضة على حريتهم الشخصية نتيجة عمليات الإغلاق الصارمة، وأصبحت عقولهم مشغولة بمخاطر الحجر الصحي الصارم في منشآت الحكومة، والانفصال عن عائلاتهم، إضافة إلى المخاوف الخاصة بالوظائف، وتراجع الدخل الأسري، حيث يترنح الاقتصاد الصيني على حافة الركود.

ونقلت عن خبراء قولهم، إنه "كلما طال أمد الإجراءات الخاصة باستراتيجية صفر كوفيد، كلما زاد الخطر على شعبية قيادات الحزب الشيوعي الصيني، مع تفكك الروابط مع المجتمع، وخاصة الطبقة المتوسطة القوية في البلاد، التي نجح الحزب حتى الآن في كسبها إلى جانبه".

واستطردت "فاينانشال تايمز" بقولها: "قامت شرعية الحزب الشيوعي الصيني وقياداته منذ زمن طويل على الصعود الاستثنائي للاقتصاد الصيني منذ الثمانينيات، والذي قاد الدولة بعيداً عن الفقر، وجعل مئات الملايين من الصينيين المنتمين إلى الطبقة الوسطى يتمتعون بقدر كبير من الرخاء النسبي".

ونقلت عن كاثي هوانغ، الباحثة في مجلس العلاقات الخارجية، والتي تتابع انتشار ظاهرة الرغبة في الهجرة، قولها: "ولكن العودة إلى عمليات الإغلاق الكاسحة أكدت للكثير من المواطنين أن السلطة السياسية في الصين تتجاوز أي قدر من الازدهار. عادت شنغهاي تدريجياً للحياة، ولكن صدمات العودة إلى عمليات الإغلاق أدت إلى تغيير كبير في توجهات الكثير من الصينيين".

صعوبات

وقالت هوانغ: "في السابق، كان الكثيرون يلقون باللوم على المسؤولين المحليين في التطبيق العشوائي لقرارات الإغلاق، ولكن الصورة تغيرت الآن، حيث أصبحوا ينظرون إلى هؤلاء بتعاطف، في ضوء أنهم مجبرون على ذلك مع البيروقراطية المفروضة عليهم من السياسات المركزية".

ورأت أنه بالنسبة للكثيرين في النخب السياسية الصينية، فإن الهجرة كانت خيارا قائما ومنتشرا حتى قبل فرض عمليات الإغلاق مع تفشي الجائحة، ولكن القفزة الكبيرة في عمليات البحث والتواصل مع وكالات الهجرة تشير إلى أن قطاعا أكبر من الشعب الصيني، وخاصة الطبقة الوسطى، بدأت في الاتجاه نحو الهجرة بعد الإغلاق.

إلا أن الواقع الاقتصادي والقيود المشددة على الحدود تعني أن الغالبية العظمة من الطبقة الوسطى في الصين ليس لديها أمل كبير في تحويل الرغبة إلى واقع على الأرض، حيث يعاني قطاع عريض من الصينيين، ومن بينهم موظفو الحكومة، من انخفاض الدخل وارتفاع الضغوط المالية، ما يعني صعوبة تحقيق رغبة الكثيرين منهم في الهجرة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC