مفوض الأونروا: الوضع الإنساني في قطاع غزة في غاية السوء
رأى تقرير للمجلس الأطلسي، وهو مركز فكري أمريكي، أن قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإغلاق البحر الأسود يضع الملايين حول العالم في مواجهة مجاعة عالمية.
وأضاف المجلس، في التقرير الذي نشره اليوم الخميس: "خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب الروسية الأوكرانية، فاجأت قدرة أوكرانيا على إلحاق الهزيمة بروسيا على أرض المعركة العالم الذي كان يتابع الحرب؛ ما أدى إلى تكهنات واسعة بأن الغزو الذي يقوده بوتين سوف ينتهي إلى الهزيمة".
تفوق روسي بحري
وقال التقرير: "ولكن في نفس الوقت، فإن الموقف على الصعيد البحري لا يزال في صالح الكرملين إلى حد كبير، ويستدعي تركيزا من جانب المجتمع الدولي".
وتابع التقرير: "يؤدي إغلاق روسيا للبحر الأسود إلى خنق الاقتصاد الأوكراني، ويهدد أيضا بحدوث أزمة للأمن الغذائي العالمي، من خلال منع الصادرات الزراعية الأوكرانية من الوصول إلى الأسواق الدولية، وإذا لم يتم حل هذه القضية، فإن هذا سيؤدي لمجاعة حول العالم، خلال الشهور القليلة المقبلة".
وأضاف التقرير: "للأسف، فإن أوكرانيا لم تعط الاهتمام الكافي لقضية الأمن البحري، فبعد الأعمال العدائية من جانب روسيا في عام 2014، فإن التركيز من جانب كييف كان يتركز على الدعم العسكري للقوات البرية، رغم أنه لم يكن من الممكن تجاهل أهمية البحر الأسود كبوابة للصادرات الأوكرانية إلى العالم الخارجي، ومنذ شباط/ فبراير 2022، فإن هذه البوابة أصبحت مغلقة".
وأشار التقرير إلى أنه "رغم التفوق الروسي البحري الكاسح، فإن أوكرانيا نجحت في تحقيق بعض الانتصارات في المعارك، والتي كان أبرزها ما أعلنته كييف حول إغراق البارجة البحرية الروسية موسكفا، بصاروخ أوكراني من طراز نبتون".
أهمية "جزيرة الثعبان"
وقال التقرير: "المعركة التي طال أمدها حول جزيرة الثعبان، تعكس الدور الحيوي والمحوري الذي تلعبه هذه الجزيرة الصخرية في الحرب الأوسع نطاقا للسيطرة على منطقة البحر الأسود.. أدركت روسيا هذه الأهمية، حيث سعت للسيطرة على جزيرة الثعبان منذ اليوم الأول للحرب".
ورأى التقرير أن نتيجة المعارك الدائرة حول جزيرة الثعبان في البحر الأسود، تمثل أهمية إستراتيجية كبيرة في الحرب، حيث يمنح نجاح روسيا في السيطرة على الجزيرة بشكل كامل الكرملين القدرة على إقامة قاعدة لأنظمة الصواريخ؛ ما يسمح لموسكو بالسيطرة على معظم البحر الأسود، إلى جانب المجال الجوي جنوب أوكرانيا.
وتابع التقرير: "رغم النجاحات الأوكرانية، والانتكاسات الروسية، فإن الوضع العام على الصعيد البحري لا يزال في غير صالح أوكرانيا بشكل كبير، ويؤثر الحصار الروسي للبحر الأسود بصورة مدمرة، خاصة على الصناعة الزراعية في أوكرانيا، والتي تعد محركا لاقتصاد البلاد بأكمله، وفي ظل القدرات البديلة المحدودة والطرق البرية المتاحة فقط، لا يستطيع المزارعون الأوكرانيون شحن ما يقرب من 90% من صادرات الحبوب".
تأثير عالمي مدمر
وأضاف التقرير: "سوف يكون لهذا الوضع آثار خطيرة على الإمدادات الغذائية العالمية.. أوكرانيا هي واحدة من أكبر مصدري الحبوب في العالم، وقوة زراعية توفر الغذاء لمئات الملايين من البشر، ما لم يتم إنهاء الحصار الروسي على البحر الأسود، يتوقع الخبراء حدوث أزمة متصاعدة في الشهور القليلة المقبلة، مع عواقب مدمرة بشكل خاص على الدول الفقيرة".
وحذر رئيس برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، مطلع الشهر الجاري، من أن "ملايين الأشخاص حول العالم سيموتون بسبب إغلاق الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود".
وقال التقرير إن الحل الوحيد لهذه الأزمة يتمثل في إقامة منطقة بحرية آمنة، يفرضها المجتمع الدولي، حيث يرى مجموعة من الخبراء أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يستطيع بقدراته تنفيذ هذا الحل، ولكن في حالة عدم وجود توافق بين أعضاء الحلف، فإن تحالفا آخر من الدول يستطيع القيام بالمهمة؛ لأنه مع تعرض الملايين من البشر للجوع، فإنه سيكون من المنطقي والمبرر القيام بهذا العمل، مع دحض الاتهامات بالتدخل المباشر في الحرب الروسية الأوكرانية.