أعلن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو، اليوم الثلاثاء، أن بلاده لا تخطط لإرسال قوات إلى شرق أوكرانيا "حاليا"، لكنها ستقوم بالخطوة إذا تعرّضت إلى "تهديد"، وذلك بعدما صادق البرلمان في موسكو على اتفاقيات مع الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
وقال رودنكو إن المعاهدات تشمل بند تقديم "مساعدات عسكرية"، لكنه أشار إلى ضرورة تجنب "التكهنات" بشأن نشر قوات، وذلك وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس".
وأضاف: "حاليا، لا أحد يخطط لإرسال أي شيء إلى أي مكان.. إذا كان هناك تهديد، فحينها سنقدم مساعدات بما يتوافق مع المعاهدات التي تمّت المصادقة عليها".
وأعلن رئيس الدوما، مجلس النواب في البرلمان الروسي، فياتشيسلاف فولودين في بيان، أن ”الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وإبرام اتفاقيات الصداقة والتعاون، يفترض أن يضعا حدا للنزاع ولمقتل مواطنينا المقيمين هناك“.
وفي وقت سابق، اعترف زعيم الكرملين باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك اللتين يسيطر عليهما المتمردون منذ عام 2014 في أوكرانيا؛ ما يمهد الطريق لنشر جزء من القوات الروسية التي تم حشدها عند الحدود مع أوكرانيا وأثارت المخاوف من احتمال غزو روسيا لجارتها.
وفي مرسومين رسميين، أمر بوتين وزارة الدفاع الروسية بتولي مهام ”حفظ السلام“ في المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.
وفي خطاب حماسي متلفز، بث أمس الإثنين، استمر 65 دقيقة، وجه الرئيس الروسي سيلا من الانتقادات لأوكرانيا، واصفا إياها بالدولة الفاشلة، ومعتبرا أنها ليست إلا ”دمية“ في أيدي الغرب.
ولمح بوتين أكثر من مرة إلى أن أوكرانيا هي تاريخيا جزء من روسيا، متهما سلطات كييف باضطهاد الناطقين بالروسية والتحضير لـ“حرب خاطفة“ ضد منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وكانت المخاوف قد تصاعدت بشأن الغزو في الأشهر الأخيرة، بعد أن حشدت روسيا حوالي 150 ألف جندي على طول حدود أوكرانيا، وفقا لتقديرات أمريكية.
وظلت روسيا تدعم تمردا دمويا مسلحا في شرق أوكرانيا على مدار السنوات الثماني الماضية. وقتل قرابة 14 ألف شخص - من بينهم كثير من المدنيين - في القتال منذ ذلك الحين.
وفي السنوات الأخيرة منحت روسيا جوازات سفر روسية لأعداد كبيرة من السكان في دونيتسك ولوهانسك.
وتجلي المناطق التي يسيطر عليها المتمردون النساء والأطفال والمسنين إلى روسيا، منذ أواخر الأسبوع الماضي.
وطالب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، بضرورة الدفاع عن المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، مما وصفه بالعدوان الأوكراني. وقال: "السماح بحمام دم جديد في دونباس شيء لا ننوي القيام به".