لفت الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب الأنظار أمس، باعترافه في مقابلة تلفزيونية بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي، قائلا إن القيام بذلك سمح له بالبقاء في منصبه لمدة أربع سنوات.
وقال ترامب في مقابلة مع تلفزيون فوكس نيوز: "الكثير من الناس يستغربون كيف نجوت، معتبرين ذلك أحد أكثر الأشياء التي لا تصدق".
وأضاف: "لقد طردتُ كومي. لو لم أطرده ربما لما كنت تتحدث معي الآن".
وكان ترامب يظهر في التلفزيون للترويج لكتابه الجديد عن الفترة التي قضاها في البيت الأبيض، لكن المقابلة تطورت إلى سلسلة من التظلمات ومن التفاخر بسنواته الأربع في المنصب.
هذا الاعتراف الصريح للرئيس السابق بفصل كومي، حظي باهتمام خاص، حيث جادل النقاد بأنه سيُعتبر بمثابة إعاقة للعدالة، حيث إن إقالة ترامب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جاءت للتحقيق في علاقات حملة ترامب بروسيا.
وكان ترامب أقال كومي في مايو 2017، ما أدى إلى تعيين المستشار الخاص روبرت مولر.
وقدم ترامب تفسيرات مختلفة لسبب عزل كومي وأقر في بعض الأحيان أن التحقيق عن دور روسيا لعب دورًا في الموضوع.
لكن التعليقات الأخيرة على فوكس نيوز كانت مباشرة في الإشارة إلى أن إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق ربما حالت دون إقالة ترامب من منصبه.
وكان مولر أشار في تقرير صدر عام 2019، إلى 10 حالات ربما كان فيها ترامب عرقل العدالة، من بينها عزل كومي، إلا أن مولر لم يوجه الاتهام إلى ترامب في ذلك الوقت لأنه لا يمكن توجيه لائحة اتهام ضد رئيس في منصبه.
وأصدر جيمس كومي بعد سنة من إقالته كتابا بعنوان "ولاء أكبر: الحقيقة والأكاذيب والزعامة"، وصف فيه الرئيس ترامب بأنه لا أخلاقي، مهووس بالسيطرة الكاملة على من حوله وبالحصول على ولائهم المطلق.
وأشار كومي في كتابه إلى أن تعامله مع ترامب ذكره ببدايات عمله عندما كان يجري تحقيقات عن زعماء المافيا في نيويورك.
ويقول إن التعامل مع الرئيس "ذكرني ببداياتي في هذه المهنة عندما كنت مدعيا عاما في هذه الأوساط".
ووصف هذه الأوساط قائلا: "أعضاء صامتون يؤيدون كل شيء. زعيم يفعل ما يروق له. ينظر إلى العالم على أساس أن الجميع أعداء لنا".