كشفت صحيفة "إيران" الحكومية الرسمية في عددها الصادر صباح اليوم، عن ملامح "الاتفاق الجيد" الذي تسعى طهران إلى تحقيقه في محادثات فيينا.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قال إن إيران مستعدة للتوصل إلى اتفاق جيد.
وكتب أمير عبد اللهيان على تويتر: "يتابع الدكتور باقري هذه الأيام محادثات ناجحة في أوروبا. نحن على استعداد للتوصل إلى اتفاق جيد على طاولة مفاوضات فيينا. العودة إلى التزامات جميع الأطراف مبدأ مهم وتوجيهي".
وقالت الصحيفة في تقريرها حول بنود الاتفاق الذي كان يعنيه أميري، إن إيران لن تسمح لأي طرف بإثارة موضوع الصواريخ الإيرانية ودور إيران في المنطقة، أي ما يخص أمر "الدفاع".
وأضافت الصحيفة أن إيران "لن تسمح فقط بإجراء محادثات بشأن قذائفها وقضاياها الإقليمية، بل لن تجري حتى محادثات نووية. إيران، التي تريد أن يفي الطرف الآخر بالتزاماته لعام 2015، لن تدخل مرة أخرى في القضية النووية، وبالتالي ستمنع الغرب من طرح قضايا جديدة في المفاوضات".
وتابعت أن المفاوضين الإيرانيين سيشترطون على الولايات المتحدة إعراب "ندمها على أخطائها الماضية"، كما أن عليها "تعويض طهران" كونها انتهكت خطة العمل المشتركة الشاملة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وأوردت الصحيفة أن طهران ستطلب من الولايات المتحدة رفع جميع أنواع العقوبات المفروضة على إيران بما في ذلك العقوبات المفروضة في ولاية كل من الرئيسين السابقين باراك أوباما ودونالد ترامب، وذلك كإجراء لبناء الثقة.
وأوضحت الصحيفة أن إيران تحتاج وقتا للتحقق من رفع العقوبات، لذلك يجب أن يكون لدى طهران الوقت الكافي لإجراء التحقق من خلال شراء وبيع النفط وتحويل الأموال إلى البلاد، مشيرة إلى أن إيران ستقبل بإشراف مجموعة محايدة من أجل التحقق من كل تلك الإجراءات.
وختمت الصحيفة بنود "الاتفاق الجيد" بأن على الولايات المتحدة أن تتعهد بأنها لن تنسحب من الاتفاق مرة أخرى، ولذلك فمن حق طهران الحصول على ضمانات كافية من واشنطن لأنها تقف الآن موقف المتهم لأنها خرجت من الاتفاق السابق، لذا على الحكومة الأمريكية الإعراب عن أسفها والتعويض عن أخطاء الماضي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية أن من الصعب على الولايات المتحدة تلبية مطالب إيران بتقديم ضمانات بعدم انسحابها من أي اتفاق نووي جديد، وهو ما قد يمثل عقبة أمام المفاوضات المرتقبة في فيينا.
وشددت المجلة في تقرير على أن إيران تحتاج إلى مفاوضات مع الغرب لتخفيف العقوبات التي أرهقت اقتصادها، الذي أعلن الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي أنه سيكون من الأولويات.
وأعربت المجلة عن اعتقادها أن هناك العديد من العقبات التي تمنع التسوية بين إيران والقوى العالمية في المفاوضات التي تستأنف في فيينا أواخر الشهر الجاري، خاصة تمسك طهران بمطالبتها بضمانات بأن الإدارة الأمريكية المقبلة في عام 2024 ستستمر في الامتثال الكامل بالاتفاق النووي، وهو ما لا تتمكن إدارة الرئيس جو بايدن من تقديمه.