يطرح الفيلم الوثائقي "القفص" الذي تبثه إذاعة "آرتي" الفرنسية قصة شابة فرنسية التحقت بزوجها المقاتل في صفوف تنظيم "داعش" بسوريا في العام 2013.
وهي واحدة من بين مئات النساء اللائي التحقن بمعسكرات التنظيم المتشدد في سوريا.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن الشابة الفرنسية "نسرين"، التي تبلغ من العمر 29 سنة، أمضت خمس سنوات بمناطق خاضعة لسيطرة "داعش في سوريا، وهي الآن في فترة "الإفراج المشروط" عنها وبانتظار بدء جلسات محاكمتها.
والفيلم الوثائقي من إعداد صحفيتين متخصصتين في شؤون الشرق الأوسط، هما إيديت بوفييه وسيلين مارتيليت، اللتين سبق وأعدتا تحقيقا حول النساء الفرنسيات في "تنظيم داعش".
ومنذ البداية تعترف نسرين (تم تغيير الاسم الأول لأسباب أمنية) بأنها لا تعتبر نفسها ضحية، وأنها غادرت بشكل أساسي للهروب مما سمته "سجن العائلة" حيث احتفظ بها والداها وإخوتها، وفرضا عليها مراقبة دائمة أثناء دوامها في الكلية حيث كانت تدرس.
وأشار التقرير، إلى أن نسرين أُجبرت، في أوائل ديسمبر / كانون الأول 2013، على "مقابلة" زوجها المستقبلي، من خلال حساب على "فيسبوك" يربط النساء في فرنسا بمتشددي التنظيم، وبعد فترة وجيزة غادرت إلى سوريا.
وتتابع "لوموند": "بمجرد وصولها إلى سوريا صادر زوجها هاتفها وخضعت للحبس والتهديد والضرب، وعندما مات زوجها في القتال تزوجت بسرعة من شخص لا تعرفه، والذي سرعان ما أصبح أبا لطفليها وحاول - قبل أن يُقتل - إخراجها من الرقة التي أصبحت عاصمة التنظيم إبان سيطرته على أجزاء واسعة من سوريا".
ويشير التقرير، إلى أن شهادة الشابة الفرنسية التي تحدثت في الحلقة الأخيرة عن رحلتها وترحيلها إلى فرنسا، في 12 مارس / آذار 2019 من تركيا وسجنها، قبل أن ترى النور في يوليو / تموز 2020.
وبتهمة "التآمر الإجرامي لمشروع إرهابي" أصبحت نسرين الآن تحت المراقبة القضائية في انتظار المحاكمة ويبدو المستقبل الذي تأمل أن تبنيه لنفسها ولأطفالها "غامضا".
ويقول التقرير إن "القصة فريدة بالنسبة إلى نسرين ومن ورائها من نساء يتراوح عددهن بين 500 و700 اخترن سنة 2013 الانضمام إلى "داعش" في سوريا أو العراق للعيش في قلب منظمة متشددة"، مضيفا أن "هذه الشهادة هي نتيجة سنوات عديدة من الاشتغال على هذا الموضوع، حيث استمعت الصحفيتان لنسرين ونقلتا مظاهر الخطر عليها وعلى طفليها".
