logo
أخبار

هل دخلت العلاقات الإسرائيلية الروسية مرحلة "تضارب مصالح" معقدة بشأن ملف تسليح إيران؟

هل دخلت العلاقات الإسرائيلية الروسية مرحلة "تضارب مصالح" معقدة بشأن ملف تسليح إيران؟
27 أكتوبر 2021، 4:21 م

تواجه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مأزقًا على صعيد علاقاتها مع روسيا، بالتزامن مع مأزق آخر خاص بعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل سياسات واشنطن التي تراها تل أبيب "غير منسجمة" مع مصالحها ووضعها الدولي، لاسيما فيما يتعلق بالملف الفلسطيني.

وتعارض واشنطن البناء الإسرائيلي في المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، كما تسير نحو إعادة افتتاح قنصليتها العامة في القدس الشرقي، حيث دخلت في سجال مع تل أبيب عقب تصنيف الأخيرة 6 منظمات مجتمع مدني فلسطينية كيانات إرهابية.

وبالتزامن مع المواقف التي يبديها البيت الأبيض وتضع حكومة بينيت في مأزق سياسي داخلي، خاصة مع أحزاب اليمين، طفت على السطح إشكالية تتعلق بالعلاقات الإسرائيلية والروسية، في ظل دخول هذه العلاقات إلى مرحلة "تضارب مصالح" معقدة، خاصة بشأن ملف إيران.

تناقض روسي

وأعربت مصادر إعلامية إسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن مخاوفها بشأن "التناقض الروسي" فيما يتعلق بمنظومة العلاقات مع إسرائيل من جانب، ومع إيران من جانب آخر.

ووفق قناة "أخبار 12" العبرية، "جاءت هذه المخاوف رغم الزيارة الأولى التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت، الجمعة الماضية، إلى مدينة سوتشي الروسية، والاجتماعات التي عقدها الوفد الإسرائيلي مع مسؤولين روس، وما أعقبها من حديث عن صفقات روسية لبيع إيران أسلحة متطورة".

كما زار بينيت مدينة سوتشي، وعقد اجتماعًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصرح عقب الاجتماع أن "علاقات استثنائية تجمع بين البلدين، لأسباب لها علاقة بالماضي والحاضر والمستقبل"، موجهًا الشكر للرئيس الروسي على "حفاوة الاستقبال"، ومشيدًا بـ "العلاقات الروسية الإسرائيلية بعد 30 عامًا من إرسائها".

ونقلت وسائل إعلام عن الرئيس الروسي قوله إن "العلاقات بين البلدين جيدة، وتتسم بالثقة المتبادلة"، وأعرب عن أمله بأن "تواصل الحكومة الجديدة نهج الحكومات السابقة في إسرائيل فيما يتعلق بالعلاقات الإسرائيلية-الروسية".

وطغى الملف الإيراني على زيارة بينيت الأولى إلى روسيا، وأكدت وسائل اعلام عبرية أن أحد الملفات المهمة التي حملها بينيت إلى سوتشي، هو "ملف مواصلة إيران ترسيخ أقدامها في سوريا".

وأكد بينيت للرئيس بوتين أن الإستراتيجية الإسرائيلية تقوم على قاعدة مفادها أن "إضعاف إيران في سوريا يخدم المصلحة الروسية أيضًا، وأن هذا الأمر يعد مصلحة مشتركة للبلدين".

ونوه بينيت للرئيس الروسي أيضًا أن "إسرائيل لن تسلم بتواجد إيران في سوريا، وستواصل الحفاظ على حريتها للعمل العسكري هناك".


7f82b2f1-dc13-4b7e-8b1c-fc912a5bf298



لعبة شطرنج

لكن قناة "أخبار 12" العبرية، أشارت، اليوم الأربعاء، إلى ما اعتبرتها "لعبة شطرنج" يؤديها الرئيس بوتين ما بين إيران وإسرائيل.

وتساءلت القناة: "كيف يمكن أن يعد بوتين صديقًا كبيرًا للشعب اليهودي، مثلما وصفه بينيت، وفي الوقت نفسه يبيع أسلحة حديثة إلى إيران، ألد أعداء إسرائيل؟".

ونبهت إلى أن أبرز الشخصيات التي رافقت بينيت خلال زيارته إلى روسيا، كان وزير الإسكان الإسرائيلي زئيف إلكين، حيث يمتلك علاقات قوية مع موسكو، منذ سنوات طويلة، والذي بالغ في وصف مدى أهمية الاجتماع الأول بين بينيت وبوتين، لكنها شككت بمبالغة إلكين، وطرحت سؤالًا: "هل نجح بينيت بتحقيق إنجازات سياسية مع الجانب الروسي بشأن الملف الإيراني؟".

وأوضحت القناة أن "روسيا من بين الدول القليلة التي تحتفظ بعلاقات جيدة مع إسرائيل وإيران، وتحرص على تحقيق المساواة في هذه العلاقة"، مشيرة إلى أنه "في نفس الأسبوع الذي زار فيه بينيت روسيا، عقد زير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اجتماعًا مع رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، ووقّع معه على صفقة سلاح مهمة، وأعلن الطرفان أن الحديث يجري عن انتقال إلى مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية، وتشكيل لجنة عسكرية - تكنولوجية مشتركة، ستنعقد قريبًا في طهران".

وقالت إن "الخطوة الروسية - الإيرانية تأتي في وقت تصاعد فيه التوتر بين إسرائيل وإيران في الشهور الأخيرة، للحد الذي دفع خبراء لعدم استبعاد تحقق سيناريو الصدام العسكري المباشر، الذي لم يعد نظريًا"، مضيفة أن "هذا الأمر من وجهة نظر الرئيس الروسي لا يحمل تناقضًا".


436a8b84-6173-46fc-a755-1e81dac83cb9



علاقات مع الجميع

ووفق ما ذكرته كسينيا سفيتلوفا، عضوة الكنيست الإسرائيلي، ومدير برنامج العلاقات الإسرائيلية – الشرق أوسطية، التابع لـ "معهد إسرائيل للسياسات الخارجية والإقليمية"، "تستطيع روسيا إحداث توازن في علاقاتها على عدد من الساحات، فلديها علاقات مع تركيا والأكراد، وإيران ودول الخليج، وفتح وحماس، وحزب الله وإسرائيل".

ورأت قناة "أخبار 12" أن "هذه العلاقات طالما تبقى في إطار تطبيق السياسات الروسية الرامية إلى توسيع النفوذ، وإرساء أسس عميقة لموسكو في الشرق الأوسط"، وقالت إن "روسيا لديها إصرار على اللعب على رقعة الشطرنج هذه، مستخدمة جميع القطع الصغيرة والكبيرة، البيضاء والسوداء".

وأوضحت أنه "على الرغم من الرغبة الروسية في بيع إيران أسلحة متقدمة، إلا أنها لا ترغب في إيران النووية، ولا تريد أن تواجه مفاجأة إيرانية في هذا الصدد، كما تسعى إلى مواصلة التعاون مع إيران في سوريا، من أجل حماية حكومة الأسد".

ومضت قائلة إن "هناك تضارب مصالح روسي – إيراني في عدد من الساحات، منها ساحة بحر قزوين، وساحة أذربيجان"، ولكنها أشارت إلى أن "الخلافات، لم تؤثر على العلاقات بين البلدين، حتى ولو شعرت إيران أنها قد تستخدم كورقة مساومة روسية لتحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن".


33e62b02-f1db-4e15-8182-b2db1bc01364



مصالح متضاربة

وبحسب القناة: "تُعد إسرائيل جزءًا من منظومة المصالح المتعارضة تلك، ما دفع أطرافًا سياسية وأمنية إسرائيلية لتعديل المسار، فعملت على بناء تحالف مع روسيا والولايات المتحدة على السواء بشأن سوريا، ولمواجهة إيران، لكن العلاقات بين موسكو وواشنطن تدهورت، ورغم الوعود الروسية بمنع إيران من الاقتراب من حدود إسرائيل، يواصل الإيرانيون العمل في منطقة درعا، ووصلوا بالفعل إلى مناطق متاخمة من حدود إسرائيل".

وأضافت أن "روسيا تسمح لإسرائيل بمواصلة العمل في سماء سوريا، بشرط ألا يسقط جندي روسي واحد، وفي حال وقوع حادثة حقيقية أو حادثة مزيفة بواسطة إيران، أو في حال حدوث تطور في العلاقات الروسية – الإيرانية، فإن الاستعداد الروسي للتعاون مع إسرائيل قد يتغير".


ef591d06-798b-444b-91ab-c6938a15475c



نقاط مشتركة

وذهبت القناة إلى "احتمال أن يكون بينيت وبوتين وجدا نقاطًا مشتركة فيما يتعلق بالاتفاق النووي الخاص بإيران، ومواصلة الأخيرة التقدم على صعيد برنامجها النووي، إذ تبدي روسيا استعدادًا لأن تصبح لاعبًا أساسًا في الدراما التي تشهدها الشهور الاخيرة بشأن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية".

ورأت أن "روسيا ستحقق هدفين أساسين وقتها، الأول يتعلق بوضعها الدولي، والثاني يتعلق بمنع صدام محتمل بين إسرائيل وإيران، حال حاولت الأخيرة التحول إلى دولة على العتبة النووية، أو قامت بشكل مفاجئ بإعلان امتلاكها للسلاح النووي".

وختمت القناة أنه "في الوقت الذي يبدو فيه الوضع في سوريا ثابتًا ويصعب تغييره، فإن إسرائيل قادرة على أن تصبح حلقة الوصل بين روسيا وأمريكا في هذه الساحة، على أساس إدراك متبادل من الجانبين الروسي والأمريكي بشأن خطر تحول إيران إلى دولة نووية"، مشيرة إلى أنه "لو كانت الساعات الخمس، هي مدة الاجتماع بين بينيت وبوتين، قد خصصت لهذا الملف، لاعتبرت زيارة بينيت إلى سوتشي ناجحة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC