دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إلى إمكانية تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة بعيداً عن ربط هذه القضية بالمفاوضات النووية المقبلة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن إيران لا تثق بالأمريكيين، وقال "نحن بحاجة لاستعادة الثقة".
وقال عبد اللهيان في مقابلة صحفية مع قناة NBC الأمريكية نشرتها وكالة أنباء "تسنيم"، مساء الأحد، إن "قضية تبادل السجناء إنسانية بحتة، حتى أننا نعتقد أنه من الممكن الاتفاق على عمل إنساني وتنفيذه بشأن تبادل السجناء دون ربطه بطاولة مفاوضات فيينا".
وأضاف: "الإدارة الأمريكية لم تشعرنا بجدية نيتها في العودة إلى الاتفاق النووي، ونحن نواجه تناقضات في سلوكيات إدارة الرئيس جو بايدن"، مبيناً: "لا نثق بالأمريكيين ولا بد من بناء جدار الثقة من جانبهم قبل كل شيء".
وكشف الوزير الإيراني أن بلاده اقتربت من إنهاء دراستها لملف المفاوضات النووية، لافتاً إلى أن "وفد إيران للمفاوضات النووية سيكون برئاسة معاون الشؤون السياسية في الخارجية علي باقري كني، ويجري العمل على تحديد بقية أعضاء الوفد".
وعند سؤاله عن منع إيران وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لبعض المنشآت النووية، أجاب عبد اللهيان: "لدينا قانون شرعه البرلمان العام الماضي، وتمت الموافقة على هذا القانون قبل أن أصبح وزيراً للخارجية، ويجب على الحكومة تنفيذه".
وفيما يتعلق بإمكانية أن تقوم طهران بالاعتراف بحكومة حركة طالبان الأفغانية خلال الأسابيع المقبلة، وفيما إذا كان لديها هذا الاستعداد، قال وزير الخارجية الإيراني: "نرى الوضع الحالي على أنه تحدٍ جديد في منطقة غرب آسيا، ولدينا اتصالات مع جميع الأطراف في أفغانستان، وطالبان جزء من واقع أفغانستان، لكن تاريخ أفغانستان أظهر أن تيارا واحدا لا يمكنه أبدا أن يحكم أفغانستان".
ورأى عبد اللهيان أن "تشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع الجماعات العرقية الأفغانية والأحزاب يمكن أن يكون الحل الأفضل، فلدينا حدود مشتركة طويلة مع أفغانستان".
وعند سؤاله بصفته الشخصية المقربة من قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني، هل تريد الانتقام لاغتياله أم تعتبرها منتهية؟ قال عبد اللهيان: "قضية سليماني لم تغلق، ويجب تقديم من أمر باغتياله إلى العدالة".
وأضاف: "نحن نتابع هذه القضية بعناية وجدية من خلال القنوات القانونية والدولية، وإن قضية سليماني ليست مسألة بسيطة يمكن إغلاقها بسهولة بأفعالنا الأولية، ويتذكر جميع الإيرانيين سليماني بشعور من الفخر الوطني ويتوقعون منا أن نصل بهذه القضية إلى نتيجة نهائية وتحقيق العدالة".
وعند سؤاله عما إذا كان اغتيال سليماني متوقعاً كون الولايات المتحدة تعتبره شخصية إرهابية، أجاب الوزير الإيراني: "أعتقد أن الشخص الذي أمر بهذا الاغتيال هو الإرهابي الرئيسي وهو ترامب رئيس الولايات المتحدة السابق".