مفوض الأونروا: الوضع الإنساني في قطاع غزة في غاية السوء

logo
أخبار

من هو عبدالعزيز بوتفليقة؟

من هو عبدالعزيز بوتفليقة؟
18 سبتمبر 2021، 4:00 ص

أعادت وفاة الرئيس الجزائري السابق، عبد العزيز بوتفليقة، التي أعلن عنها فجر اليوم السبت، إلى الأضواء سيرته في عالم السياسة، منذ استقلال الجزائر عن الاستعمار الفرنسي عام 1962، حتى تنحيه عن الحكم في شهر أبريل من عام 2019.

التحق عبد العزيز بوتفليقة، المولود في مدينة وجد المغربية عام 1937، وهو في التاسعة عشرة من العمر بالثوار، حيث عمل أولا في الوحدات المتواجدة بمنطقة وهران، غرب الجزائر، وكلف بمهام عديدة في مناطق مختلفة من البلاد.

وخلال مسيرته العسكرية تولى عبد العزيز بوتفليقة مهام في هيئة قيادة العمليات العسكرية بالمنطقة الغربية، وبعدها عين في هيئة قيادة الأركان بالمنطقة نفسها، ثم عمل في هيئة قيادة الأركان العامة لثوار الجزائر.


ab339396-84ae-4a00-a243-9609b3e2dbfb



مهام سرية 

ومن أبرز المهام التي تولاها الرئيس السابق، إبان حقبة المقاومة التي التحق بها عام 1956، مهام على الحدود الجزائرية مع مالي، حتى بات يعرف في أوساط الثوار حينها بلقب "عبد القادر المالي".

كما تولى عبد العزيز بوتفليقة محاولة إقناع قادة الثورة الذين كانوا محتجزين، وهم محمد خضير، وحسين آيت أحمد، وأحمد بن بلة، ومحمد بوضياف، ومصطفى الأشرف، بالانضمام إلى قائد جيش التحرير حينها هواري بومدين، ضد الحكومة المؤقتة بقيادة يوسف بن خدة.


6eae2c2d-6a15-427d-996d-9f9b1f1c74f5



 

وبعد أن وصل عبد العزيز بوتفليقة إلى القادة الخمسة المحتجزين في قلعة أولنوا، استطاع إقناع أحمد بن بلة بالانحياز إلى هواري بومدين، لكن محمد بوضياف رفض الفكرة رفضا قاطعا، بحسب الروايات التاريخية.

الاستقلال

كان الرئيس الجزائري السابق عشية استقلال بلاده في الخامسة والعشرين من العمر، وحينذاك تخلى عن المسار العسكري، وأسندت له وزارة الشباب والرياضة والسياحة، حيث كان أصغر وزير في الحكومة.

وفي عام 1963، أي بعد أشهر من توليه الحقيبة الوزارية الأولى، تم تعيينه وزيرا للخارجية، وهو المنصب الذي نال منه شهرته الدولية، حيث كانت الجزائر حينها منخرطة في دعم تصفية الاستعمار في أفريقيا، وعضوا نشطا في منظمة عدم الانحياز.

وبعد سنتين، وتحديدا في عام 1965، قام رئيس البلاد حينها أحمد بن بلة بإصدار قرار بإعفاء بوتفليقة من منصب وزير الخارجية، لكن بعد ذلك بيوم واحد انقلب وزير الدفاع هواري بومدين على بن بلة، وأعاد بوتفليقة إلى المنصب الذي شغله حتى عام 1979، حين أعفي منه في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد.


fe5ea33b-c02f-4cc2-8c74-7ba3f45b3dc5



 

وبعد خروجه من الحكومة في عهد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد واجهت بوتفليقة تهم فساد، غادر على إثرها البلاد وعاش في المنفى، قبل أن يرجع إثر تلقيه ضمانات من السلطات بعدم مضايقته.

العودة للسلطة 

بعد سنوات قضاها خارج المنظومة الحاكمة، عاد بوتفليقة مرشحا للرئاسة عام 1999، مع وعد بإنهاء ما عرف حينها في الجزائر بـ"العشرية السوداء"، حيث شهدت البلاد حربا أهلية خلال العقد الأخير من القرن الماضي، بعد أن فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في انتخابات برلمانية ومحلية، ثم ألغيت النتائج.

وبعد أن فاز في الانتخابات الرئاسية قام عبد العزيز بوتفليقة بإصدار عفو عن المسلحين الذين يسلمون أسلحتهم للدولة، وهي خطة نجحت في دفع آلاف من المقاتلين إلى التخلي عن العنف.


89dba4da-e51e-4a0c-bce4-ea80c48e98e4



وبعد فترة أقر الرئيس الجزائري من جديد ما عرف بـ"ميثاق السلم والمصالحة" لتشجيع من تبقى من المسلحين على إلقاء السلاح والاندماج في المجتمع مجددا، وهكذا وضع حدا لسنوات من العنف، ما أكسبه شعبية كبيرة في أوساط الجزائريين.

التشبث بالسلطة

بعد أن أعيد انتخابه لولاية رئاسية ثانية، قام بوتفليقة بالعمل على تعديل الدستور، حتى يتمكن من الترشح عدة مرات بعد أن كان يسمح فقط بولايتين رئاسيتين، وهو التعديل الذي تمكن من تمريره عام 2008، لينتخب مجددا عام 2009 رئيسا للبلاد، ويعاد انتخابه للمرة الرابعة عام 2014.

وخلال فترته الرئاسية الثانية وتحديدا في شهر نوفمبر من عام 2005، واجه بوتفليقة مشكال صحية نقل على إثرها للعلاج في فرنسا، وقضى هناك أكثر من شهر وخضع لعملية جراحية، قالت السلطات إنها تتعلق بالمعدة.

وخلال ولايته الرئاسية الثالثة، وتحديدا في شهر أبريل من عام 2013، تعرض بوتفليقة لجلطة دماغية تعالج منها في فرنسا، ثم عاد إلى البلاد على كرسي متحرك، في شهر يوليو من العام نفسه.


299c581e-815a-4c4e-b18c-8d4cab659487



وبعد عودته ظل ملازما الكرسي المتحرك ولا يظهر في المحافل الرسمية إلا نادرا، ما دفع كثيرا من الجزائريين إلى التشكيك في قدرته على حكم البلاد، وتفاقمت الأصوات المعارضة له والمطالبة باستقالته بعد ترشحه وفوزه بالمأمورية الرابعة عام 2014.

وخلال مأموريته الرابعة قام نظام بوتفليقة بتعديل الدستور مرة أخرى، لكن بهدف تحديد رئاسة الجمهورية مجددا بولايتين على الأكثر، وسط مطالبات للرئيس من طرف أنصاره بالترشح لولاية خامسة، غير أن احتجاجات شعبية عارمة اندلعت عام 2019 أجبرت الجيش على دفعه للتنحي عن السلطة، بينما طالت تهم الفساد أفرادا من عائلته وشخصيات بارزة في نظامه.


9c2310d5-0583-4341-9df8-1ae800738787



ولا يعرف الكثير عن حياة الرئيس الجزائري الراحل الشخصية، حيث لم تعرف له زوجة ولا أولاد، وبعد تنحيه عن السلطة اعتزل الحياة العامة من وقتها، وأقام في مقر إقامته بالعاصمة الجزائر حتى توفي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC