هاجم رئيس المؤسسة الليبية للنفط مصطفى صنع الله، اليوم الخميس، وزير النفط والغاز محمد عون بعد أيام على إصدار الأخير قرارًا بإقالته من منصبه.
واتهم صنع الله، وزير النفط والغاز بمحاولة هدم "هذا الصرح الحصين الذي ما زال يقاوم" في إشارة إلى المؤسسة، "التي استطاعت أن تعمل في ظروف في غاية الصعوبة".
واعتبر صنع الله، في بيان مصور نشرته المؤسسة عبر صفحتها على موقع فيسبوك، أن مؤسسته لا ينبغي أن تكافأ على مواقفها بهذه الطريقة "غير الأخلاقية" على حد وصفه، معتبرًا أن ما يجري فيه إضرار بمصلحة الوطن.
واعتبر أن "مجلس الإدارة شرعي وقوي جدًا، ويدير مؤسسة راسخة تجاوز عمرها 53 عامًا"، في إشارة إلى اعتبار الوزير عون مجلس الإدارة غير شرعي كونه جاء بقرار من وكيل وزارة النفط قبل 7 سنوات.
وأضاف: "المؤسسة صامدة وقوية، وهي مثل بيتي لا أسمح شخصيًا بأن يتم التعدي عليها".
وأعلن "صنع الله" رفضه قرار وزير النفط إقالته من منصبه وإحالته للجنة التحقيق، معتبرًا أن "ادعاءات الوزير" ناتجة عن "عداء شخصي" بينهما، منذ العام 2011، عندما تم فصل الوزير من إحدى الشركات النفطية.
واستشهد على ذلك، بالمخاصمات والدعاوى القضائية التي رفعها "عون" ضد المؤسسة وقياداتها وخسرها، بحسب قوله.
وخاطب صنع الله الوزير عون: "ما تفعله عبر وسائل الإعلام تضليل للرأي العام .. تهاجمني ولا وقت لدي للرد عليك، فأنا مشغول وأعمل 14 ساعة في اليوم".
وأبدى "صنع الله" استغرابه من "تحوّل وزارة للنفط والغاز إلى معول هدم"، على حد وصفه، متهمًا الوزير عون بمحاولة "هزّ المركز القانوني والمالي المستقر للمؤسسة، التي وقفت على مسافة واحدة من الجميع، وصمدت في وجه التحديات".
ودعا "صنع الله"، الوزير إلى تحكيم لغة العقل، والعمل سويًا مع المؤسسة التي تعاني -وفق بيانات- من تقادم الحقول المنتجة، ونقص قطع الغيار، وعدم وجود تمويل كافٍ، في ظلّ عدم اعتماد الموازنة؛ الأمر الذي يهدّد الإنتاج الذي انخفض بواقع 40 ألف برميل؛ ليسجّل مليونًا و260 ألف برميل يوميًا.
وكان خلاف حاد وقع بين الوزير عون وصنع الله، نظرًا لاعتبار الوزير، أن المؤسسة جهة فنية تابعة لوزارته ولا علاقة لها بالسياسات، فضلًا عن إسقاطه للشرعية عن مجلس إدارة المؤسسة.
ورفض الوزير مرارًا وتكرارًا اللقاءات التي يجريها "صنع الله" مع سفراء دوليين، معتبرًا أن هذا ليس من اختصاصه، كما منعه من السفر لحضور لقاء نفطي في مدينة ميلانو الإيطالية، لكن "صنع الله" رفض الامتثال لقرار المنع وسافر رغمًا عنه.
وقرر الوزير عون نظرًا لهذا الموقف، إقالة "صنع الله" وتحويله إلى التحقيق الإداري، وتعيين نائبه جاد الله العوكلي بمنصب رئيس المؤسسة، لكنه اعتذر عن التكليف.
ودعا رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة كلًا من عون، وصنع الله، إلى اجتماع يعقد، يوم الأحد المقبل، لحل الخلاف بينهما.
