logo
أخبار

"لوبوان": الحرب في "الساحل" لا يمكن كسبها وانسحاب فرنسا ضروري

"لوبوان": الحرب في "الساحل" لا يمكن كسبها وانسحاب فرنسا ضروري
19 أبريل 2021، 9:03 ص

اعتبر تقرير نشرته صحيفة "لوبوان" الفرنسية، أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورث حربا لا يمكن كسبها في منطقة الساحل، تماما كما هو شأن أمريكا في أفغانستان؛ ما بات يستدعي انسحابا فرنسيا من هناك.

وأجرت الصحيفة في تقرير نشرته، مساء الأحد، مقارنة بين الحرب الأمريكية في أفغانستان والحرب التي تخوضها فرنسا في منطقة الساحل، قائلا إنّ "أطول حرب شنتها الولايات المتحدة ستنتهي في 11 سبتمبر 2021، أي بعد عشرين عاما بالضبط من الهجمات التي بررت اندلاعها، حيث أعلن جو بايدن أن القوات الأمريكية ستنسحب من أفغانستان، حيث كانت تقاتل تنظيم القاعدة وحركة طالبان".

وجاء في التقرير: "بصرف النظر عن مبررات الإدارة الأمريكية لهذا الانسحاب، فإن المهمة التي حددها جورج دبليو بوش في عام 2001 لم تنجز.. بن لادن مات لكن منظمته لا تزال نشطة، وطالبان أقوى من أي وقت مضى في مواجهة حكومة كابول.. إنها بالفعل هزيمة.. بعد البريطانيين والسوفييت هزمت أفغانستان الأمريكيين".

وأضاف التقرير: "في واشنطن تعتبر الدوائر العسكرية أن الرئيس يرتكب خطأ فادحا فيما يتعلق بأمن البلاد، لكنهم مقتنعون بأنّ الحرب لن تنتهي ولا أمل في النجاح فيها، ومن ثم تكون خطوة بايدن شجاعة".

وتساءل التقرير: "في هذا السياق، أليس من الضروري أن يفكر الفرنسيون في منطقة الساحل، حيث تقاتل قواتهم منذ ثماني سنوات حتى الآن؟" مضيفا: "عشرات الجنود لقوا حتفهم في ساحة المعركة، بينما تصل التكلفة السنوية للعملية إلى مليار يورو، وبعد أن تم الترحيب به كمحرر، لم يعد الجيش الأجنبي مرحبا به بعد ثماني سنوات".

وتابع التقرير: "النجاحات التكتيكية للقوات الفرنسية لا تحقق انتصارا في منطقة ضخمة لم تسيطر عليها أي قوة على الإطلاق.. نحن عالقون بالفعل".

وطرح التقرير مجموعة من الأسئلة تشكك في أهداف العملية الفرنسية، وتقلل من أهمية النتائج التي تم تحقيقها، وقدم إجابات معتبرا أن من الضروري التوقف عندها، لمراجعة الموقف.

وأشار التقرير إلى أن الخيار الوحيد الآن أمام فرنسا في ظل الوضع الحالي هو "الاستمرار إلى أجل غير مسمى في حرب لا يمكنها أن تقبل خسارتها، وفي الوقت نفسه لا تستطيع الانتصار فيها".

وأضاف التقرير: "نعلم أننا سنغادر عاجلا أم آجلا، لكن يمكن أيضا تنظيم هذه المغادرة حتى لا نضطر إلى القيام بذلك في حالات الطوارئ.. التاريخ مليء بأمثلة لرؤساء ورثوا حربا يعرفون أنها لا يمكن كسبها ولكنهم يتابعونها بأمل وهمي بإيجاد مخرج مشرف، قد لا يأتي (..) جو بايدن لم يقع في هذا الفخ.. دعونا لا نقع فيه كذلك".

واختتم التقرير قائلا: "الأمر لا يتعلق بالتعبئة بين عشية وضحاها أو بإجراء عملية سحب تخضع لشروط لن يتم الوفاء بها أبدا.. دعونا نتخلص من ردود أفعالنا الاستعمارية ونترك دول المنطقة تقرر مستقبلها.. ما نفعله لن يأتي بنتيجة إيجابية، دعونا نستبدل جنودنا بمساعدتنا ودبلوماسيتنا.. دعونا نفعل ذلك بحزم".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC