قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن عملاق الطاقة الفرنسي "توتال إس إي" ومقاولين دوليين بمجال الطاقة، يسعون لإجلاء موظفيهم من مشروع للغاز الطبيعي قيمته 20 مليار دولار في شمال موزمبيق، وفقا لما نقلته عن مسؤولي أمن ومحللين حول هروب شركات النفط من موزمبيق بفعل إرهاب داعش وانفلات الأمن في منطقة الشمال.
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته أمس السبت، أن الهجوم المميت الذي شنته الجماعة الإرهابية واستمر لليوم الرابع بالقرب من مدينة بالما الساحلية التي يقام بها مشروع "توتال إس إي"، شهد اقتحام مئات من العناصر الإرهابية بلدة بالما في وقت مبكر من صباح الأربعاء الماضي، حيث أطلقوا نيران الرشاشات والقذائف الصاروخية بشكل عشوائي على المدنيين والمنازل؛ ما أدى إلى فرار مئات السكان المحليين إلى مصنع الغاز الطبيعي المسال.
وكانت الجماعة الإرهابية فرضت الحصار على بالما الساحلية، وهي المدينة المضيفة لمشروع الطاقة الذي يدعمه بنك "إكسيم" الأمريكي، في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه شركة "توتال" أنها ستستأنف تدريجيا العمل في مصنعها القريب للغاز الطبيعي المسال، مستشهدة بجهود حكومة موزمبيق لتحسين الأمن في المنطقة.
وكانت "توتال" سحبت في يناير 2019، طاقم عمالها غير الأساسيين بعد هجوم شنته عناصر إرهابية على مصنع الغاز الطبيعي المسال في شبه جزيرة أفونجي في إقليم كابو ديلجادو في موزمبيق.
وعقبت "توتال" على الأزمة، بأنها قررت خفض قوتها العاملة في موقع أفونجي إلى الحد الأدنى، مضيفة أن الشركة لم تتكبد أي خسائر، وقال متحدث باسم شركة النفط الفرنسية -في إشارة لأحداث الأسبوع الماضي- إن "إعادة توطين المشروع التي كانت متوقعة في بداية الأسبوع، أصبحت معلقة الآن بالطبع".
وقال متحدث باسم "إكسون موبيل"، التي تدير واحدا من أكبر مشروعات الطاقة في القارة الأفريقية في موزمبيق، في تعليق للصحيفة، إنها تواصل "مراقبة التطورات الأمنية في المنطقة".
وشنت العناصر الإرهابية المعروفة محليا باسم "حركة الشباب"، هجمات عنيفة في كابو ديلجادو، حيث انتهجوا قطع الرؤوس وتشويه جثث ضحاياهم.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في مارس، أن تلك المجموعات هي أحد أفرع تنظيم داعش الإرهابي، وأعلنت أنهم منظمة إرهابية أجنبية.
من ناحية أخرى، تقوم القوات الخاصة الأمريكية حاليا، بتدريب مشاة البحرية الموزمبيقية في مهمة تستغرق شهرين لمساعدتهم في محاربة داعش، واعتبرت الصحيفة أن الشرطة والجيش الموزمبيقي فشلا في احتواء حركة الإرهاب في المنطقة.
ونوه جو فان دير والت، الرئيس التنفيذي لشركة "فوكاس غروب"، وهي شركة لإدارة المخاطر تدعم العملاء العاملين في المنطقة، في تعليقه للصحيفة، إن توقيت هجوم هذا الأسبوع على بالما، أظهر أن القوات الموزمبيقية لا تزال تفتقر إلى المعلومات الاستخباراتية اللازمة للتقدم على الإرهابيين، إذ قال "يمكن أن يكون لديك أفضل قوة من حيث التدريب والجاهزية، ولكن إذا لم يكن لديك معلومات استخباراتية، فماذا يمكنك أن تفعل؟".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن "الحصار الإرهابي المفروض على بالما، ضرب مشروعات الغاز الطبيعي المزدهرة في موزمبيق، والتي جذبت نحو 60 مليار دولار من الاستثمارات، أي أربعة أضعاف الناتج الاقتصادي السنوي للبلاد البالغ 15 مليار دولار".