شن صحفيون وناشطون إيرانيون، حملة هجوم واسعة ضد ما وصفوها بـ"خرافات رجال الدين" التي اعتبروا أنها تحمل في طياتها تبعات سلبية على النظام.
جاء ذلك على خلفية تصريحات لخطيب جمعة طهران، كاظم صديقي، تحدث فيها عن "بشارة روضة الجنة" للمرجع الشهير الراحل مصباح يزدي، ما أثار جدلا واسعا بين المواطنين، فيما انتقدت وسائل إعلام مقربة من النظام تصريحات المسؤول، معتبرة إياها "خارجة عن الدين".
وتحدث صديقي في لقاء عبر التلفزيون الإيراني الحكومي، عن مزاعم تتعلق بموقف حدث أثناء غسل المرجع الشهير مصباح يزدي الذي توفى مؤخرا، وكان مقربا من شخص المرشد الإيراني علي خامنئي وعضوا في مجلس خبراء القيادة.
وأوضح صديقي في اللقاء التلفزيوني: "عندما رآنا مصباح يزدي حزينين على مرضه، فتح عينيه، وقال: لا تحزنوا، إن هذا الحزن سينقضي بعد أسبوعين، وسنكون جميعا في روضة واسعة، وبالفعل انتهى كل شيء بعد أسبوعين؛ ما يعني أنه كان يعلم بدقة متى سيتوفى".
وأضاف صديقي وهو ممثل خامنئي في خطابة الجمعة بطهران، أن "المغسل الذي قام بغسل آية الله مصباح يزدي، روى أن يزدي فتح عينيه أثناء الغسل، ونظر إلى الحاضرين نظرة حنونة ثم أغلق عينية مرة أخرى".
وحول ردود الأفعال داخل إيران على تصريحات صديقي، انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" المقربة من التيار المحافظ، تصريحات خطيب جمعة طهران، معتبرة أن هذه التصريحات "تخالف صحيح الدين".
ونشرت الصحيفة الإيرانية مقالة افتتاحية بقلم رئيس التحرير، الصحفي البارز مسيح مهاجري، أكد فيها أن "تصريحات كاظم صديقي لا تمت للمعارف الإسلامية بصلة، وأن المشكلة هنا تكمن في مدارء الإعلام الذين يسمحون بنشر مثل هذه التصريحات".
وأضاف مهاجري في مقاله أن "بث هذه التصريحات عبر شبكة القرآن الكريم التابعة للتلفزيون الإيراني الرسمي، لهو خطأ إستراتيجي، ويحمل في طياته تبعات سلبية جمة على النظام والدين".
بدورهم، تفاعل نشطاء إيرانيون مع تصريحات خطيب جمعة طهران، منتقدين ما اعتبروه "موجة الخرافات واللغو على لسان رجال الدين وكبار المسؤولين في البلاد، بحسب تعليقاتهم على منصات التواصل الاجتماعي.
ونشر الصحفي الإيراني، حسين باستاني مقطع الفيديو المتداول لتصريحات آية الله كاظم صديقي على موقع "تويتر"، وكتب مغردا: "كاظم صديقي يقول إن جثة مصباح يزدي فتحت عينيها ونظرت للمغسل نظرة حنونة. هذا ليس جديدا على السيد صديقي، فقد صرح في يوليو 2012 أن المهدي المنتظر كان يدعي للمرشد خامنئي على جبل عرفات باسمه".
وانتقد الناشط الإيراني الإصلاحي جواد إمام، ما صدر عن خطيب جمعة طهران من تصريحات "تضر بالدين وعقيدة المواطنين"، وكتب قائلا: "هل هناك فعلا مسؤولية لدى المراجع الشيعة الكبار نسبة إلى تصريحات كاظم صديقي التي سخر فيها من معتقدات المواطنين عبر التوسل وإشاعة الخرافات التي من شأنها إهانة الدين، لماذا هؤلاء المراجع لا يتحملون أي إحساس بالمسؤولية تجاه الدين والناس، ولمَ هذا الصمت؟".
أما المحامي الإيراني، علي مجتهد زاده، فطالب بتقديم خطيب جمعة طهران للمحاكمة بعد إدلائه بهذه التصريحات، وقال في تغريدة: "لقد سمعت كثيرا عن تعقب القضاء لأشخاص ادعوا النبوة أو إمامة المهدي المنتظر ومحاكمتهم، واليوم لا يوجد فرق بين ادعاء هؤلاء الكاذبون والسيد صديقي بخصوص تصريحاته عن مصباح يزدي".
