رأى مقال نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن سياسة الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان والاتحاد الأوروبي على حافة الانهيار.
واعتبر كاتب المقال ديفيد غاردنر، أن تركيا أصبحت تسبب صداعا جديدا لأوروبا، في ظل السياسات التي يتبعها أردوغان خلال السنوات الأخيرة.
ويتعين على الاتحاد الأوروبي التعامل مع العديد من المشكلات الكبرى هذا الأسبوع، مثل بريكست، وميزانية الاتحاد، وتحديات أخرى خلال قمة بروكسل، ومراجعة علاقات الاتحاد مع تركيا، التي أوشكت على التمزق دون وجود أي مؤشر على اتجاه بديل.
وتحتاج الشراكة الطويلة والمضطربة بين تركيا والاتحاد إلى دبلوماسيين مبدعين من كلا الجانبين، فخلال السنوات الخمس الأخيرة، أصبحت علاقة أنقرة مع الغرب بصورة عامة، على وشك الانهيار.
ويميل قادة أوروبيون إلى إلقاء اللوم على أردوغان في ذلك، وفي الوقت الذي يبدو أنهم محقون في ذلك "نظرا لميول الرئيس التركي الاستبدادية، فإنهم عادة ما يتجاهلون إستراتيجيته البرغماتية"، حسب كاتب المقال.
وبدأت محاولات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في العام 2005، إلا أنها تعرضت للعديد من العقبات، التي جمّدت مساعي أنقرة، حيث كان الاتحاد الأوروبي يسعى للتأكد من تحول تركيا نحو الديمقراطية والإصلاحات، وإبعاد الجيش عن السياسة.
انتهاز أزمة اللاجئين
وكانت أزمة اللاجئين السوريين عاملاً في تعزيز التوترات بين الطرفين، حيث اندفع الاتحاد الأوروبي بقوة نحو تركيا التي انتهزت الفرصة، في ظل رغبة الأوروبيين في كبح موجة اللاجئين السوريين المتجهين إلى القارة الأوروبية في العام 2016.
وقال غاردنر: إن "الاتحاد الأوروبي سعى بقوة لمواجهة الأزمة التي تطارده، في الوقت الذي تجاهل فيه تماماً رغبات أنقرة الأخرى، ونظر إليها على أنها تعكس سلوكاً سيئاً، حيث كانت تركيا تتطلع إلى تحديث الاتحاد الجمركي الذي دخلته مع الاتحاد الأوروبي في العام 1995، بالإضافة إلى الإعفاء من التأشيرات والحوار المنتظم"، مؤكداً أن الوقت الحالي لا يشهد أي حوار من نوعه على الإطلاق بين الطرفين.
ويأخذ التكتل الأووربي على أردوغان حملة التطهير الواسعة التي نفذها في تركيا عقب فشل محاولة الانقلاب عليه في يوليو 2016، حيث لا يزال القمع الذي تمارسه السلطات التركية يُستخدم في إسكات الأصوات المخالفة وخنق المعارضة، بحسب ما جاء في المقال.
وبعد 3 فترات كرئيس للوزراء، صعد أردوغان إلى الرئاسة واندفع نحو حكم الرجل الواحد، مما قوض استقلال القضاء، واستبدل الحكم البرلماني بجمعية وطنية لا تملك أي نفوذ، وألغى دور رئيس الوزراء، وتخلّص من حزب إسلامي منافس جديد له، ما جعله يستولي على السلطة بشكل كامل في البلاد، وتسبب في أن تصبح تركيا غير مؤهلة لعضوية الاتحاد الأوروبي.
وخلص الكاتب إلى أن أردوغان يبدو أنه توصل إلى أن "استعراض القوة العسكرية في الخارج، سوف يخدم أجندته بشكل أكبر من التماشي مع ما يراه قوة ناعمة مخادعة للأوروبيين".