تباينت تصريحات رئيس المؤسسة الليبية للنفط، مصطفى صنع الله، حول اتفاق بين القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، وحكومة الوفاق، بخصوص استئناف الإنتاج والتصدير من حقول البلاد، أعلن يوم الجمعة الماضي.
وهاجم "صنع الله" في البداية الاتفاق الذي مثل حكومة الوفاق فيه أحمد معيتيق، نائب السراج، ووصفه بأنه "اتفاق أفراد، وأن المؤسسة غير معنية به" قبل أن يتراجع عن تصريحاته.
واعتبر مراقبون أن موقف صنع الله الأول"أتى في الأغلب لطمأنة شركائه سواء في مجلس الدولة الاستشاري، أو في الوفاق أو قادة الميليشيات، وربما كان في إطار انتظار موقف دولي، خاصة من بريطانيا التي ترى فيه رجلها في المؤسسة الوطنية للنفط".
وقال الخبير النفطي المهندس عز الدين الواكد:"صنع الله لا يتخذ قرارات مستقلة كرئيس مؤسسة وطنية تتبع دولة ذات سيادة، وتصريحاته المباشرة بعد الاتفاق هي لتجنب غضب المسلحين المنتشرين في كل مؤسسات حكومة الوفاق في طرابلس".
وأضاف الواكد خلال تصريح لـ"إرم نيوز":"الاتفاق بين قيادة الجيش وحكومة الوفاق عبر أحمد معيتيق، وضعت شروطه بين شخصيات ليبية، وتعهدت به أطراف دولية، لذلك كان من الطبيعي أن يحاول صنع الله إعطاء تصريح فيه مفردات تُفسَّر على أكثر من وجه، غير أن المضمون هو السماح بتصدير النفط، وهو ما تم فعليًا، اليوم الأحد".
بدوره رأى الخبير الأمني محمود بن خالد، أن صنع الله"قرر مهاجمة الاتفاق في البداية خشية ردود الأفعال العنيفة من قبل الميليشيات المستفيدة من تهريب النفط ومشتقاته، والتي تتكون منها حراسات المؤسسة الوطنية للنفط، وعدة مؤسسات وشركات نفطية في طرابلس".
وقال محمود بن خالد خلال تصريح لـ"إرم نيوز":"اتصالات دولية مع صنع الله يعتقد أنها من أمريكا، وبريطانيا، جعلته يتراجع، وينشر بيانًا عبر موقع المؤسسة الليبية للنفط، يضع فيه شروطًا تمحورت حول التصدير من المواقع الآمنة والخالية من المسلحين، وبالطبع هو يوحي بهذه العبارات لقادة الميليشيات وبعض الشخصيات القيادية في الوفاق التي تقف ضد إعادة تصدير النفط بالشروط المعلن عنها، بأنه لا يزال ضد تواجد الجيش في مناطق النفط".
وأشار المحلل السياسي عبدالقادر الهمالي، إلى أن الاتفاق بين قيادة الجيش وحكومة الوفاق عبر النائب معيتيق"فاجأ الجميع سواء شرق البلاد أو غربها".
وأضاف الهمالي خلال تصريح لـ"إرم نيوز":"ردود أفعال بعض المسلحين ضد عضو المجلس الرئاسي أحمد معيتيق هي التي جعلت صنع الله يرفض بداية الاتفاق، ومع ضغوط دولية تراجع عن تصريحاته".