قصر الإليزيه: ماكرون سيعين رئيس وزراء جديدا في الأيام المقبلة
سلطت تقارير إخبارية إيرانية، يوم الأربعاء، الضوء على إعلان قوات الحرس الثوري تشكيل وحدات "قوات التدخل السريع" في عدد من المدن، من أبرزها العاصمة طهران، وخوزستان، وسط حديث عن تخوف النظام من تجدد الاحتجاجات الشعبية في الشارع الإيراني.
وكان قائد قوات "فيلق محمد رسول الله" التابع للحرس الثوري الإيراني في العاصمة طهران، محمد يزدي، قد أعلن في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية الأسبوع الماضي، عن تشكيل وحدات قتالية تحت مسمى "قوات التدخل السريع"، بهدف التصدي "للأراذل والأوباش"، وهو المصطلح الذي يستعين به النظام الإيراني في بعض الأحيان لوصف المحتجين ومثيري الشغب.
وعلى صعيد متصل، قال تقرير إخباري لموقع "إيران واير" المعارض: إن "الحرس الثوري الإيراني يهدف بإعلانه عن تشكيل قوات التدخل السريع، لقمع أي احتجاجات شعبية تنطلق من المدن أو المناطق الحيوية في الشارع الإيراني، والسيطرة عليها، خاصة في العاصمة طهران".
وأضاف التقرير أن "المستهدفين من قبل قوات التدخل السريع ليس اللصوص أو المتسولين في الشوارع، إنما النشطاء والمعارضون الذين يخرجون في احتجاجات ضد تردي الأوضاع الاقتصادية، وينددون بالتنكيل بزملائهم المعتقلين في سجون النظام".
ولفت التقرير إلى أن "هذه القوات ستقوم بتفعيل دوريات أمنية في الشوارع والميادين الحيوية، كما سُيسمح لها باعتقال أي مشتبه به، ما يعني إمكانية اعتقال أي ناشط أو معارض والزج به في المعتقل والتحقيق معه".
ونوه إلى أن إعلان الحرس الثوري لتشكيل قوات التدخل السريع، كان قد طُرح في وقت سابق إبان تصاعد الاحتجاجات الشعبية، حيث قوبل برفض من قبل وزارة الداخلية الإيرانية، التي أكدت أن قوات الأمن في طهران لم تطلب أي مساعدة من أي مؤسسة أمنية أخرى في مسألة التصدي لإثارة الأمن في الشارع".
وفي السياق نفسه، أشار تقرير لموقع تلفزيون "إيران إنترناشونال" المعارض، إلى قيام قوات الحرس الثوري بتفعيل قوات ودوريات أمنية في محافظة خوزستان، وهي المحافظة التي تسكنها غالبية من الأقلية العربية، وتشهد احتجاجات متصاعدة ضد النظام.
وأضاف التقرير أن "قوات الحرس الثوري المتمركزة في محافظة خوزستان، أصدرت بيانا فور إعلان قائد فيلق الحرس في طهران، يقضي بتفعيل دوريات أمنية لفرق تحت مسمى (الرضويون)، وذلك في مختلف مدن خوزستان، وعلى رأسها مدينة الأهواز ذات الأغلبية العربية".
وربط التقرير بين إعلان الحرس الثوري الإيراني، بتشكيل قوات التدخل السريع، وبين تحذير أصدره مسؤول أمني في وزارة الداخلية، حول ارتفاع معدل الدعوات للتظاهر ضد النظام بثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي.
وكان مساعد الشؤون الأمنية في وزارة الداخلية الإيرانية، حسين ذو الفقاري، قد قال مؤخرا في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية: إن "دعوات المواطنين هذا العام للتظاهر ضد النظام في مختلف المدن الإيرانية، تصاعدت ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي".
ولفت التقرير إلى أن "الحرس الثوري في خوزستان، زعم أن تشكيل وتفعيل وحدات القوات الأمنية في أرجاء المحافظة، جاء بناء على طلب المواطنين بضرورة ضبط الأمن في الشارع بشكل أكبر، نتيجة تزايد حوادث السرقة".
من جهته، أكد تقرير إخباري لصحيفة "إندبندنت" في نسختها الفارسية، أن "إعلان الحرس الثوري الإيراني لتشكيل قوات في الشارع، يُعد انتهاكا وتدخلا في شؤون القوات الأمنية النظامية، أي التابعة لوزارة الداخلية".
وأوضح التقرير أنه "طبقا للقوانين الإيرانية، فإن القوات الأمنية النظامية هي المسؤولة عن ضبط الأمن في الشوارع والمدن داخل البلاد، بينما أصر الحرس الثوري على التدخل والتسلط في قطاع الأمن الداخلي، وحتى الحرية الشخصية للمواطنين الإيرانيين".
ولفت إلى أن فكرة تشكيل قوات دورية وتدخل سريع بقيادة الحرس الثوري الإيراني، تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، حيث أعلنت جماعات ولجان ثورية تابعة للنظام، عن تشكيل دوريات في الشوارع يديرها أعضاء من الحرس الثوري والباسيج، وتقوم بعدة مهام، من بينها تفتيش المواطنين والحافلات على الطرق.
وكانت إيران قد شهدت موجات من الاحتجاجات الشعبية ضد النظام في مختلف المدن، كان آخرها في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، والمعروفة باحتجاجات "غلاء البنزين"، حيث وصف مراقبون هذه الاحتجاجات بأنها أكثر الاحتجاجات حدة منذ أحداث الثورة الإيرانية عام 1979.