logo
أخبار

من هو حمشو السوري الذي أدرج في قائمة عقوبات "قانون قيصر" الأمريكي؟

من هو حمشو السوري الذي أدرج في قائمة عقوبات "قانون قيصر" الأمريكي؟
18 يونيو 2020، 9:38 ص

تصدر اسم رجل الأعمال السوري، محمد حمشو وأفراد من عائلته، القائمة الأولية للعقوبات الأمريكية التي فرضتها واشنطن على دمشق، بموجب ما يسمى "قانون قيصر"، وهو ما أثار تساؤلات عن دور ومكانة حمشو، الذي وضع اسم عائلته إلى جانب اسم الرئيس بشار الأسد وزوجته أسماء، كأبرز المشمولين بالعقوبات التي ستتسع قائمتها تباعا.

وطالت العقوبات الأمريكية محمد حمشو وزوجته رانيا الدباس، وأولاده أحمد وعمر وعلي وسمية.

ولا ينتمي حمشو إلى العائلات البرجوازية أو الاقطاعية السورية التقليدية، التي يملك أفرادها ثروات انتقلت عن طريق الإرث العائلي، بل استطاع رجل الأعمال البالغ من العمر (54 عاما) أن يراكم ثرورة طائلة في فترة قصيرة نسبيا، إذ سطع نجمه الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي، وارتفع رصيده مع بدء الاحتجاجات التي عمت البلاد العام 2011، فقد وقف إلى جانب النظام السوري، كأحد أبرز ممولي الحكومة السورية، وهو ما جعله أحد "تجار الحروب"، وفقا لمعارضين.

ويرى متابعون للشأن السوري، أن ثمة طبقة ثرية برزت على نحو طارئ خلال سنوات الحرب، مستغلة الفوصى العارمة وصلاتها القوية بشخصيات متنفذة في أجهزة الأمن والحكومة السورية، فيما تقلصت ثروات عائلات ثرية تقليدية، وخصوصا في دمشق وحلب، ممن رفضوا ركوب الموجة، وآثروا تحمل الخسائر على الدخول في ألاعيب السياسية.


a1f92dfc-aff0-4578-8a5e-d84f8d992a85



مجلس الشعب

ويضيف متابعون أن حمشو الذي ينتمي لأسرة دمشقية فقيرة، كان والده يعمل أميناً لمستودع كتب في وزارة التربية والتعليم، وأمه ربة منزل تنحدر من قرية قرب القرداحة في محافظة اللاذقية، إلا أنه استطاع أن يجمع ثروة طائلة قبل الأزمة السورية، لكن تلك الثروة "قيضت له" بفعل صلاته الوثيقة مع شخصيات حكومية متنفذة منحت له الكثير من الامتيازات والتسهيلات حتى أصبح أحد أباطرة المال، كما تسلل إلى مجلس الشعب السوري، وهو ما وفر له حصانة سياسية إلى جانب نفوذه الاقتصادي والمالي.

ووفقا للمعلومات المتوفرة عن رجل الأعمال المثير للجدل، فقد بدأ حمشو عمله في قطاع الاتصالات والحواسيب منتصف تسعينيات القرن الماضي بالتعاون مع صديق دراسته، مضر حويجة، ابن قائد القوى الجوية آنذاك، اللواء ابراهيم حويجة، حيث أصبح مدير أعمال لمضر، إذ يعرف السوريون أن حالة مماثلة كهذه ستفتح لحمشو "الخزائن المقفلة".


1deb398c-7ce1-4661-9024-fc2833a37075



صفقات مشبوهة

وعرف حمشو بـ "صفقات مشبوهة وفساد"، كما يتهمه معارضون سوريون، وأبرز تلك الصفقات التي تعود إلى مرحلة مبكرة من نشاطه الاقتصادي، هو قيامه بتوريد أجهزة اتصالات وحواسيب إلى إدارة القوى الجوية (المخابرات الجوية)، بدعم من والد صديقه حويجة، كما رست عليه العديد من المناقصات في الجهات العامة، مستفيدا من ذلك الدعم، ما أدى إلى جمعه ثروة لا بأس بها.

لكن طموح حمشو لم يتوقف عند هذا الحد، بل تمكن من الوصول إلى ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، ليحصل على امتيازات لا تحصى، حتى قيل إنه يمثل الواجهة المالية لماهر، وصار اسمه موزعا بين قطاعات اقتصادية عدة كالعقارات، والاتصالات، والفنون، والتجارة، والإعلام وغيرها من المجالات التي أسس في إطارها العديد من الشركات.

ومع بروز اسم حمشو، تم تكليفه بالقيام بالعديد من النشاطات، منها عقود البترول العراقي بعيداً عن قرار الأمم المتحدة "النفط مقابل الغذاء"، فقد كان ينقل البترول من العراق إلى سوريا لتباع في السوق السوداء.

واتهمت واشنطن حمشو بتمويل الحرب السورية، إذ قالت: "خلال الاضطرابات حدد حمشو مصيره مع مصير بشار الأسد وماهر الأسد وغيرهم من المسؤولين عن أعمال العنف والترهيب التي يمارسها النظام ضد الشعب السوري".

ورأت واشنطن أن حمشو هو أحد كبار رجال الأعمال السوريين، الذين لديهم مصالح في كل قطاع من قطاعات الاقتصاد السوري تقريباً"، مشيرة إلى أنه "كسب ثروته من خلال علاقاته مع أشخاص في النظام السوري".

وتشير وثائق (بنما) إلى أن حمشو ورامي مخلوف ابن خال الأسد وآخرين، كانوا من أهم رجال الأعمال الذين مولوا السلطة باعتبارهم مسيطرين على جزء كبير من الاقتصاد السوري.

دعم الميليشيات المسلحة

كما لعب حمشو دورا مهما في صفقات أقيمت بين الحكومة السورية وجيش الإسلام الذي كان ينشط في الغوطة، بقيادة زهران علوش الذي قتل في غارة روسية، حيث دعم حمشو ميليشيات مسلحة تقاتل مع الجيش السوري، واستغل بعضا منها لتحقيق مكاسب شخصية، كما استفاد من اقتصاد الحرب من خلال التجارة بالأنقاض والردميات وإعادة تدويرها، وهي تجارة تدر أرباحا طائلة، وذلك بعد إبرام عقود مع المكتب الاقتصادي في الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد.

وشغل حمشو مناصب عدة، ومنها رئيس مجلس رجال الأعمال السوري الصيني، وأمين سر اتحاد غرف التجارة السورية، وأمين سر غرفة تجارة دمشق، إضافة إلى رئاسته لمجالس إدارات الكثير من الشركات التي يملكها كاملة أو يملك حصصا فيها مثل مجموعة حمشو الدولية، وشركة حمشو للاستثمارات، وشركة جوبيتر للاستثمارات، وشركة الشهباء للاتصالات، وشركة الشهباء للاستثمار والسياحة، وشركة شام للعناية الطبية، وشركة سيف الشام للآليات (موتورز)، وشركة دوادكس، وشركة شام للطباعة، وشركة تطوير، وشركة سوريا الدولية للإنتاج الفني، وغيرها من الشركات التي جعلته أحد حيتان المال في سوريا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC