أعادت "وكالة المونيتور" الأمريكية لفت النظر إلى ما سمته استخدام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدين، مطية إلى المكاسب السياسية، وإنقاذ شعبيته المتراجعة.
وكشفت الوكالة أن مستشاري أردوغان للشؤون السياسية والدينية بدؤوا منذ عشرة أيام بنشر رسائل تدعو الأتراك لانتظار قرار بتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد.
ومع أنها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام التركي فتاوى أو فيديوهات أو تصريحات ذات طابع ديني؛ من أجل ما تصفه وكالة المونيتور بأنه تكتيك أردوغاني معروف في "قياس درجة الاحتقان الاجتماعي"، إلا أن تجديد الحديث الآن عن موضوع تحويل الكنيسة القديمة، آيا صوفيا، إلى مسجد، وما رافقه من تعميم لصورة وصوت أردوغان وهو يقرأ القرآن في رمضان، وتحديده موعد فتح المساجد مع مناسبة سياسية من التاريخ العثماني، هي رزمة استعراضات رأت فيها الأوساط السياسية محاولة لكسب الطبقات الشعبية المتدينة، بعد أن ناءت تحت ضغط التداعي الاقتصادي والمعيشي، مضافا له أحمال ارتباك الدولة في معالجة جائحة كورونا.
رسائل توظف الدين
بداية الحملة عن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، أطلقها مدير دائرة الاتصالات في مكتب أردوغان، فخر الدين التون، بتغريدة نشرها يوم العاشر من الشهر الحالي، وأعقبها في اليوم التالي بث شريط متلفز للرئيس التركي وهو يقرأ في "ختمة القرآن" الرمضانية.
وضمن الحملة ذاتها، قال مدير دائرة الشؤون الدينية، علي ايرباس، يوم الخامس عشر من هذا الشهر: إن إعادة فتح المساجد للصلاة ستكون يوم 12 يونيو، وبعد ذلك بثلاثة أيام خرج أردوغان ليقول إن إعادة فتح المساجد ستتم يوم 29 الشهر الحالي، مسبغا على فتح المساجد المغلقة بسبب تفشي وباء كورونا، طابعا سياسيا مستوحى من ذكرى الفتح العثماني لإسطنبول.
وقد قرأت وكالة المونيتور في هذا التسلسل، غير العفوي، الخاص بالمساجد، إشارة إلى "حملة سياسية توظف الرسائل الدينية من أجل التحكم في قاعدة الناخبين، بعد أن اختلت هذه القاعدة تحت وطأة الاضطرابات الاقتصادية، التي تفاقمت مع جائحة الكورونا"، حسب تعبيرها.
وفي حملة الاستغلال هذه، غرد فخر الدين التون، مدير مكتب الاتصالات الشخصية للرئيس أردوغان على تويتر قائلا: "قليل من الصبر وسنحقق الذي طالما تشوقنا إليه... سنحققه معا".
وأرفق المسؤول التركي هذه الجملة التشويقية بصورة متحف آيا صوفيا في إسطنبول.