شهدت جزيرة جربة الواقعة في الجنوب التونسي حالة توتر واحتقان على خلفية منع مجموعة من العالقين بالجزيرة من مغادرتها للعودة إلى محافظاتهم الأصلية مع أول يوم من أيام رمضان، ليتطور الأمر إلى مواجهات مع الأمن.
وقال شاهد عيان لـ "إرم نيوز" إن منطقة ميدون التابعة لجزيرة جربة شهدت مناوشات بين مجموعة مهمة من العالقين وأعوان الأمن بعد أن حاولت هذه المجموعة مغادرة الجزيرة من الطريق الرومانية ليتم منع المحتجين من قبل أعوان الأمن قبل وصولهم إلى هذه الطريق.
وأضاف الشهود أن المواجهات تطورت فيما بعد إلى استعمال الغاز المسيل للدموع من قبل قوات الأمن في محاولة منها لتفريق المحتجين الذين هاجموا عددًا من قوات الأمن بالحجارة.
وبالنظر إلى الطبيعة الجغرافية لجزيرة جربة، وتصنيفها في وقت سابق من قبل وزارة الصحة التونسية منطقة موبوءة، باتت الجزيرة منطقة مغلقة يصعب مغادرتها أو دخولها، غير أن آلاف التونسيين لا يزالون عالقين داخل الجزيرة ويسعون إلى العودة إلى مسقط رأسهم في محافظات تونسية مختلفة.
ويخشى العالقون في الجزيرة من أن إعادتهم عبر حافلات تخصصها السلطات الرسمية لنقلهم إلى مدنهم الأصلية تقتضي إلزامهم بالحجر الصحي الإجباري باعتبارهم عائدين من منطقة موبوءة، ومن ثم يسعى كثيرون إلى التسلل من الجزيرة في رحلات غير منظمة.
و عبّر عدد من الأهالي، عن خشيتهم من أن تتصاعد حالة الاحتقان، و تتطور نحو الأسوأ حال عدم إيجاد الحلول العاجلة لعودة العالقين إلى محافظاتهم، مشيرين إلى أن وضعية أغلب العالقين صعبة ومنهم النساء والأطفال والرضع، ما يتطلب التدخل السريع بتوفير الحافلات من بقية المحافظات لتأمين نقلهم.
وقد بدأت العديد من المحافظات القريبة من جربة إيفاد حافلات لنقل المواطنين العالقين من هناك، ووصلت مساء نحو 20 حافلة من محافظتي قابس ومدنين في الجنوب التونسي، في خطوة أولى لإجلاء العالقين الذين يبلغ عددهم أكثر من 3 آلاف شخص، ما يتطلب نحو 100 حافلة لتأمين نقلهم.