لا يزال موضوع إشعاعات الهواتف المحمولة محط جدل بين الخبراء. وعلى الرغم من أن العديد من الأجهزة تصدر موجات تردد لاسلكي، إلا أن تأثيرات هذه الموجات على صحة الإنسان لا تزال غير واضحة بشكل كامل.
وتُقاس الإشعاعات من خلال قيمة "SAR"، معدل الامتصاص النوعي، التي تحدد مقدار الطاقة التي يمتصها جسمك عند استخدام الهاتف. وهذه القيمة تتيح لك معرفة مدى تعرضك للإشعاع.
ورغم أن الإشعاع غير المؤين لا يملك القدرة على إتلاف الحمض النووي بشكل مباشر، إلا أن بعض الدراسات لا تزال تبحث في التأثيرات المحتملة للتعرض المستمر لهذه الإشعاعات على المدى الطويل.
ولتقليل المخاطر المحتملة، يُنصح بالتحقق من قيمة "SAR" الخاصة بهاتفك واتخاذ بعض التدابير الوقائية. مثلًا، يمكن أن يساعدك استخدام سماعات الرأس أو الحفاظ على مسافة معينة أثناء المكالمات في تقليل التعرض للإشعاع.
لماذا تصدر الهواتف المحمولة الإشعاعات؟
وتنتج الهواتف الذكية إشعاعات أثناء المكالمات؛ لأن عملها يعتمد على إرسال إشارات إلى الهوائيات القريبة للتواصل مع الشبكات. وتندرج هذه الإشارات ضمن فئة الإشعاع غير المؤين، وهو نوع من الإشعاع ذي تردد منخفض لا يملك طاقة كافية لتغيير بنية الحمض النووي بشكل مباشر.
ومع ذلك، قد يثير الاستخدام المتكرر والمطول لهذه الأجهزة بعض المخاوف بشأن التأثيرات المحتملة على المدى الطويل. ورغم أن العديد من الدراسات تناولت العلاقة بين إشعاع الهواتف المحمولة وأمراض خطيرة مثل السرطان، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع على أن التعرض لإشعاع الهاتف يشكل خطرًا على الصحة.
كيفية التحقق من معدل الإشعاع "SAR" لهاتفك؟
في حين كنت ترغب في معرفة كمية الإشعاع التي يصدرها هاتفك، فإن الإجابة تكمن في قيمة "SAR"، التي تحدد كمية الإشعاع التي يمتصها جسمك عند استخدام الهاتف. حيث يجب أن تكون قيمة "SAR" أقل من 2 وات لكل كيلوغرام حتى يُعتبر استخدام الهاتف آمنًا.
بينما إذا كانت قيمة "SAR" أعلى من هذا الحد، يُنصح باتخاذ تدابير لتقليل التعرض للإشعاع، مثل استخدام سماعات الرأس أو إبقاء الهاتف بعيدًا عن الرأس. كما يمكن التحقق من قيمة "SAR" بسهولة من خلال البحث عن طراز هاتفك على موقع "Bundesamt fürStrahlenschutz".
أفضل الممارسات لتقليل التعرض لإشعاعات الهاتف المحمول
استخدم سماعة الرأس أو مكبر الصوت: عند إجراء المكالمات، يمكن أن يساعد استخدام سماعة رأس سلكية أو استخدام مكبر الصوت في تقليل التعرض للإشعاع.
أبقِ الهاتف بعيدًا: إذا كنت لا تستخدم سماعات الرأس أو مكبر الصوت، حاول إبقاء الهاتف بعيدًا عن رأسك أثناء الاستخدام.
إغلاق الهاتف عند عدم الحاجة: في حالة عدم الحاجة لاستخدام الهاتف لفترة طويلة، من الأفضل إيقاف تشغيله أو تنشيط وضع الطيران لتقليل انبعاث الإشعاع.
تجنب حمل الهاتف بالقرب من جسمك: يفضل عدم حمل الهاتف في الجيب القريب من الجسم، واستخدام حقيبة لتخزينه بدلاً من ذلك.
تحقق من إعدادات جهازك: قم بإيقاف تشغيل شبكة "Wi-Fi" أو "Bluetooth" أو البيانات الخلوية عندما لا تحتاج إليها لتقليل مستوى الإشعاع.
هل إشعاعات الهاتف المحمول خطيرة؟
إشعاع الهواتف المحمولة لا يزال موضوعًا قيد البحث، وفي حين لا يوجد دليل قاطع على تأثيره السلبي على الصحة، إلا أن القلق بشأنه مبرر.
وباستخدامك لقيمة "SAR" لجهازك واتباع توصيات الخبراء، يمكن تقليل أي خطر محتمل على صحتك. كما أن تقليل استخدام الهاتف بشكل عام قد يساعدك في الحفاظ على صحتك دون التضحية بالتكنولوجيا.