"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال

logo
صحة

كيف يقسم الدماغ التجارب اليومية إلى "مشاهد سينمائية"؟

كيف يقسم الدماغ التجارب اليومية إلى "مشاهد سينمائية"؟
تعبيرية المصدر: Getty Images
10 أكتوبر 2024، 12:45 م

كشفت دراسة جديدة عن كيفية تقسيم الدماغ للتجارب اليومية، مُشبِّهةً هذه العملية بتقسيم مشاهد الأفلام السينمائية، بحسب ما أورده موقع "لايف ساينس" Live Science.

وتحدت الدراسة، التي قادها أستاذ علم النفس في جامعة كولومبيا، كريستوفر بالداسانو، الافتراضات السابقة حول الذاكرة من خلال إظهار الدور الفعّال للأفراد في تفسير وتقسيم تجاربهم إلى مقاطع ذات معنى.

ولطالما افترض العلماء أن التغييرات البيئية هي التي تحدد هذه الحدود الزمنية التي يضعها الدماغ عند تقسيم الأحداث اليومية، مثل الانتقال من مكان إلى آخر. 

ومع ذلك، قدَّم فريق بالداسانو أدلة تشير إلى أن التفسيرات الشخصية، وليس التغييرات الخارجية فقط، تلعب دوراً مهماً في كيفية تنظيمنا للذكريات.

ولاستكشاف هذه الفرضية، طوَّر الباحثون 16 قصة صوتية تضمنت كل منها أربعة مواقع مختلفة: صالة مطعم وقاعة محاضرات ومتجر بقالة ومطعما آخر. كما أدرجوا أربعة مواقف اجتماعية، شملت صفقة تجارية، ولقاءً عاطفيًا عابرًا، وعرض زواج، وانفصالًا.

واستمع المتطوعون لهذه القصص بينما خضعوا للتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، مما سمح للباحثين بمراقبة النشاط في القشرة الأمامية المتوسطة (mPFC)، وهي منطقة في الدماغ تشارك في معالجة وتفسير الأحداث.

وكشفت النتائج أن هذه المنطقة من الدماغ تتفاعل بشكل أكبر عند تغير الأحداث الاجتماعية الرئيسية، مثل إتمام صفقة تجارية أو قبول عرض الزواج. وعندما طُلب من المشاركين التركيز على جوانب محددة من البيئة بدلاً من التفاعلات الاجتماعية، تغيَّرت طريقتهم في تقسيم الأحداث وفقاً لذلك. 

أخبار ذات علاقة

(تفكر قبل اتخاذ القرار (تعبيرية

هل تتخذون القرارات قبل النوم؟ دراسة جديدة تحذّر من ذلك

 وفقًا للدراسة، أثّر هذا التحول في التركيز ليس فقط على نشاط الدماغ، ولكن أيضاً على كيفية تذكرهم للروايات. فالمشاركون الذين طُلب منهم التركيز على المواقع بدلاً من الأحداث الاجتماعية تذكروا تفاصيل تتعلق بالمواقع المادية بشكل أوضح.

وعلّق ديفيد كليويت، عالم النفس الإدراكي بجامعة كاليفورنيا، على أهمية النتائج قائلاً: "هذه النتائج مثيرة لأنها تكشف عن مدى مرونة ونشاط ذاكرتنا. يمكننا اختيار ما نركز عليه وما نتذكره". 

وتشير الدراسة إلى أن الأفراد لديهم سيطرة كبيرة على رواية تجاربهم، حيث يُمكنهم اختيار المعلومات التي يتم تذكرها بناءً على تركيزهم في اللحظة الحالية.

كما للدراسة أهمية خاصة في فهم حالات مرتبطة بالذاكرة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة والخرف، والتي غالباً ما تشمل صعوبات في تقسيم الأحداث. وتشير النتائج إلى أن التركيز على الأحداث الرئيسة قد يعزز الاحتفاظ بالذاكرة على المدى الطويل، مما يفتح آفاقاً لعلاجات موجهة للذاكرة.

ويعتزم فريق بالداسانو مستقبلاً دراسة كيفية تأثير نقل الانتباه على الذاكرة طويلة المدى، وما إذا كان بالإمكان تغيير استعادة الذكريات من خلال تأطير التجارب بطريقة مختلفة. 

كما أوضح بالداسانو: "إلى أي مدى يُمكن لهذا التحول في التركيز أن يُغيّر طريقة تأطير القصة أو نوعية التفاصيل المُضمنة فيها؟"، مؤكدًا على الدور الديناميكي للدماغ في تشكيل الطريقة التي نتذكر بها ونفهم حياتنا.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC