سلّطت التقارير الأخيرة الضوء على ردود فعل شديدة لدى بعض الأفراد الذين تناولوا مكملات فيتامين B6 المتاحة دون وصفة طبية، مما أثار القلق بشأن المخاطر المحتملة للجرعات الزائدة.
وبينما يعد فيتامين B6 ضروريًا لوظائف الجسم الطبيعية، إلا أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى تلف الأعصاب، ومشاكل صحية أخرى خطيرة، بحسب تقرير نشره موقع ”ذا كونفرسيشين“.
فهم فيتامين B6 وأهميته
فيتامين B6، المعروف أيضًا بالبيريدوكسين، هو مجموعة من ستة مركبات تشترك في تركيب كيميائي مشابه. ويعتبر هذا الفيتامين عنصرًا غذائيًا أساسيًا، مما يعني أنه ضروري للعديد من وظائف الجسم لكن لا يستطيع الجسم إنتاجه بمفرده.
ويحتاج البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 50 عامًا إلى 1.3 ملغ من فيتامين B6 يوميًا، بينما يوصى بجرعات أعلى للنساء الحوامل أو المرضعات وكبار السن.
وتشمل المصادر الشائعة لفيتامين B6 المنتجات الحيوانية مثل اللحوم ومنتجات الألبان والبيض، بالإضافة إلى الأطعمة النباتية مثل السبانخ، والملفوف، والموز، والبطاطا.
ويحول الجسم فيتامين B6 الذي يتم الحصول عليه من الطعام إلى شكله النشط، وهو البيريدوكسال-5'-فوسفات (PLP)، والذي يدعم أكثر من 140 وظيفة خلوية، بما في ذلك أيض البروتينات، وإنتاج خلايا الدم الحمراء، وتنظيم مستوى السكر في الدم، وصحة الدماغ.
وعلى الرغم من توفره في العديد من الأطعمة، إلا أن فيتامين B6 يوجد أيضًا بشكل واسع في المكملات ومشروبات الطاقة، مما يزيد من القلق بشأن الاستخدام المفرط غير المقصود.
مخاطر سمية فيتامين B6
تعتبر سمية فيتامين B6 نادرة، حيث تحدث عادة فقط بسبب الإفراط في تناول المكملات بدلاً من تناول الطعام. كما أن جميع فيتامينات مجموعة B قابلة للذوبان في الماء، مما يعني أن الجسم عادة ما يفرز الكميات الزائدة من خلال البول.
لكن في بعض الحالات، يمكن أن تتراكم مستويات عالية من فيتامين B6 في الدم، مما يؤدي إلى حالة تُعرف باعتلال الأعصاب الطرفية. ويتميز هذا الاضطراب بتلف الأعصاب، ويمكن أن يسبب أعراضًا مثل الخدر، والتنميل، وصعوبة المشي.
وعلى الرغم من ندرته، يمكن أن تكون هذه الأعراض شديدة وقد تستمر بشكل دائم إذا لم يتم علاجها.
وتشير الأبحاث إلى أن فيتامين B6 الزائد قد يتداخل مع الناقلات العصبية، مثل حمض ”غاما-أمينوبيوتيريك“ (GABA)، الذي يعد ضروريًا لنقل إشارات الأعصاب. على الرغم من أن التوقف عن تناول المكملات قد يحسن الأعراض، إلا أنها غالبًا لا تختفي تمامًا.
ما هي الكمية الزائدة من فيتامين B6؟
تحدث السمية عادة عند تناول جرعات تزيد عن 50 ملغ من فيتامين B6. حتى عام 2022، كانت التحذيرات من اعتلال الأعصاب الطرفية مطلوبة فقط للمنتجات التي تحتوي على أكثر من 50 ملغ من فيتامين B6.
ومع ذلك، بعد تحقيق أجرته إدارة السلع العلاجية (TGA) في أستراليا بعد تلقي 32 تقريرًا عن اعتلال الأعصاب الطرفية، تم خفض حد التحذيرات. الآن، يجب أن يحمل أي منتج يحتوي على أكثر من 10 ملغ من فيتامين B6 تحذيرًا، وقد خفضت إدارة السلع العلاجية الحد الأقصى اليومي المسموح به من 200 ملغ إلى 100 ملغ.
وعلى الرغم من أن سبب اعتلال الأعصاب الطرفية لا يزال غير واضح، تهدف الإرشادات المحدثة من إدارة السلع العلاجية إلى تقليل مخاطر التسمم من خلال زيادة وعي المستهلكين بالمنتجات التي تحتوي على مستويات عالية من فيتامين B6.
ماذا يجب أن يفعل المستهلكون؟
بالنسبة لمعظم الناس، لا حاجة إلى تناول فيتامين B6 من المكملات، حيث يتم الحصول عليه عادة من النظام الغذائي. ومع ذلك، فقد تضمنت العديد من حالات التسمم مكملات تم تسويقها لأغراض أخرى، مثل المغنيسيوم أو الزنك، التي قد تحتوي أيضًا على فيتامين B6. ومن المهم قراءة ملصقات المكملات بعناية، خاصةً للمنتجات التي لم يصفها متخصص في الرعاية الصحية.
عند تناول مكملات متعددة، يجب الحذر من أن الجرعة المشتركة من فيتامين B6 قد تتجاوز الحدود الآمنة. كما ينبغي أن تستدعي الأعراض مثل التنميل، أو الألم في اليدين أو القدمين، استشارة فورية مع مقدم الرعاية الصحية.
