كشفت دراسة حديثة العلاقة بين بعض اللقاحات وتأثيرها المحتمل في صحة الدماغ لدى كبار السن، حيث وجدت أدلة قوية تربط بين لقاحي القوباء المنطقية (Shingrix) والفيروس المخلوي التنفسي (Arexyv) وانخفاض خطر الإصابة بالخرف، مقارنة بلقاح الإنفلونزا السنوي.
وأجريت الدراسة في جامعة أكسفورد على أكثر من 130 ألف شخص في الولايات المتحدة، حيث لاحظ الباحثون أن اللقاحين يحتويان على المادة المساعدة AS01 التي تعزز استجابة الجهاز المناعي بشكل خاص، بينما يفتقر لقاح الإنفلونزا إلى هذه المادة.
ورغم أن اللقاحين يحميان من الفيروسات المستهدفة وفقًا لـ"ساينس أليرت"، فإن الحماية من الخرف لا ترتبط بالوقاية من العدوى الفيروسية مباشرة، بل تُعزى إلى الدور المباشر للمادة المساعدة AS01 في تقليل خطر الإصابة بالخرف.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تلقوا لقاح Shingrix شهدوا انخفاضًا بنسبة 18% في خطر الخرف خلال 18 شهرًا مقارنةً بمن تلقوا لقاح الإنفلونزا فقط، بينما انخفض الخطر بنسبة 29% لدى متلقي لقاح الفيروس المخلوي التنفسي.
وعند تلقي اللقاحين معًا، تراجع الخطر بنسبة 37%، دون أن يكون هناك تأثير مضاعف واضح عند الجمع بينهما.
وأوضح فريق الدراسة بقيادة الطبيب النفسي ماكسيم تاكيه من جامعة أكسفورد أن بعض اللقاحات قد تسهم في الوقاية من الخرف عبر آليات تتجاوز الحماية من الفيروسات المستهدفة، من خلال تنشيط مسارات مهمة في الجهاز المناعي.
وتدعم هذه النتائج نظرية حديثة ترى أن الخرف ليس مجرد اضطراب دماغي، بل يتعلق أيضًا بخلل في الجهاز المناعي داخل الدماغ؛ ما يجعل اللقاحات وسيلة محتملة لإعادة تنشيط هذا الجهاز حتى في غياب الفيروسات.
وفي السنوات الأخيرة، أشارت بضع دراسات إلى أن التعرض لفيروسات شائعة، مثل: القوباء المنطقية، الالتهاب الرئوي، و"كوفيد-19" يمكن أن يزيد خطر التدهور المعرفي، بينما تسهم اللقاحات في تقليل هذا الخطر بشكل ملحوظ، رغم أن الأسباب الدقيقة لا تزال قيد البحث.
