تعد الحكة الجلدية المزمنة من أكثر الأعراض المزعجة التي يواجهها مرضى الكلى المزمنة، وتختلف عن الجفاف المعتاد، إذ يشعر المصاب بها بوخز أو زحف تحت الجلد يستمر رغم الخدش أو الترطيب.
وهذه الحكة، المعروفة باسم الحكة "اليوريمية"، تؤثر في النوم ونوعية الحياة، وقد تسبب تهيجًا نفسيًا وعاطفيًا.
ترتبط الحكة اليوريمية بتراكم السموم في الدم، والالتهاب المزمن، واختلال مستويات المعادن مثل الفوسفور والكالسيوم.
كما يؤدي جفاف الجلد الناتج عن انخفاض نشاط الغدد العرقية أو غسيل الكلى المتكرر، بالإضافة إلى تغيرات في الجهاز العصبي، إلى زيادة حدة الحكة. تختلف شدتها ومكانها بين المرضى، فقد تبدأ في منطقة محددة مثل الظهر أو الذراعين، أو تنتشر في الجسم كله، وغالبًا ما تتفاقم في الليل.
تتميز الحكة المرتبطة بالكلى بعدة خصائص تميزها عن الحكة العادية: استمرار طويل الأمد، انتشار واسع، وعدم استجابة للخدش، وغالبًا ما تصاحبها أعراض أخرى مرتبطة بالكلى مثل التعب أو التورم أو تغيرات التبول.
تؤثر هذه الحكة أيضًا في الصحة العقلية للمريض، مسببة القلق والتوتر، واضطرابات النوم، وحتى الاكتئاب والانزعاج المستمر، ما قد يؤدي أحيانًا إلى الانسحاب الاجتماعي.
للتعامل مع الحكة المرتبطة بالكلى، ينصح الأطباء بمراقبة الأعراض مبكرًا، والحفاظ على ترطيب الجلد، وتجنب الخدش المفرط، واتباع خطة علاجية تشمل ضبط مستويات المعادن والسموم في الدم.
ويمكن للرعاية المبكرة والإدارة المناسبة أن تقلل الانزعاج وتحسن جودة الحياة لدى مرضى الكلى المزمنة.
