الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
يتأرجح الجدل حول العلاج بالإبر الصينية، بين من يراه امتدادا لتراث طبي عريق تعود جذوره إلى أكثر من ستة آلاف عام، وبين من يعدّه مجرد دعاية تُسوّق لنتائج غير مثبتة علميا.
هذا التباين في الآراء يرتفع مع تزايد عدد المرضى الذين باتوا يلجؤون إلى هذا النوع من العلاج، في ظل سعي البعض إلى حلول بديلة حين تفشل الوسائل التقليدية.
يمثل الطب الصيني التقليدي، وعلى رأسه الوخز بالإبر، أحد أبرز أركان ما يُعرف بـ"الطب البديل والتكميلي"، هذا النمط العلاجي يشبه في حضوره وانتشاره العلاج بالأعشاب، حينما واجه تحديات القبول العلمي الكامل وسط التقدم الهائل في أدوات وتقنيات الطب الحديث.
في المقابل، عزز الابتكار الطبي الصيني الأخير، لفريق بحثي في مقاطعة تشيجيانغ شرقي الصين، بتطوير "غراء عظمي" قادر على معالجة الكسور في غضون ثلاث دقائق فقط.
وقد أثار هذا الإنجاز تفاعلا واسعا، خصوصا في العالم العربي، حيث تزايدت التساؤلات حول فاعلية العلاج بالإبر الصينية، وما إذا كانت نتائجه تستند إلى أسس علمية أم أنها مجرد دعاية رائجة.
أكدت مصادر طبية مُتخصصة في العلاج بالطب البديل في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" أن العلاج بالطب الصيني، لا سيما الوخز بالإبر، بات مرخصا في مصر منذ سنوات طويلة، حين بدأ طبيبان مصريان رحلتهما في نقله إلى الداخل المصري، ومنذ ذلك الحين، شهد المجال تعاونات بين أطباء مصريين ونظرائهم الصينيين.
وتوّجت المهمة بإدخال هذا العلاج إلى مستشفيات حكومية، من بينها مستشفى الهرم بمحافظة الجيزة، حيث يعمل فيها فريق طبي صيني منذ سنوات.
وأشارت المصادر الطبية ذاتها إلى تزايد أعداد المرضى الذين يقصدون العلاج بالإبر الصينية، مدفوعين بتجارب شفاء ونتائج إيجابية لبعض الحالات المستعصية، بالإشارة إلى ضرورة خضوع هذا النوع من العلاج إلى إشراف أطباء متخصصين ومتميزين في هذا المجال كعلاج بديل أو تكميلي، وفق تعبيرهم.
ويعتمد الوخز بالإبر الصينية، بحسب مختصين، على فلسفة ترى أن الجسم البشري مكوّن من مسارات للطاقة ترتبط بالأعضاء الحيوية؛ إذ تُحدَّد نقاط الوخز بناءً على تلك الخريطة الطاقية، ويُستخدم العلاج غالبا في الحالات التي يعجز فيها الطب الغربي عن تقديم حل فعال، أو في مرحلة ما بعد العمليات الجراحية لتسريع الاستشفاء.
وبرغم أن جزءا من فعالية الإبر الصينية يبقى محل جدل علمي، فإن تجربتها الواسعة في عدد من الدول، ومنها مصر، تدفع باتجاه ضرورة البحث الموضوعي والرصين عن مدى فاعليتها الحقيقية، فبين من يُقسم بنتائجها، ومن يراها انعكاسا لقوة الإيحاء الذهني.
وتظل الحقيقة بحاجة إلى مزيد من البحث، بعيدا عن التهويل أو التهوين، حيث يوصي عدد من الأطباء بتكامل الطب التقليدي مع البديل، بدلاً من المفاضلة بينهما؛ ما يعكس تحولًا تدريجيًا في النظرة إلى العلاج بالإبر الصينية: من دعاية بديلة إلى شريك محتمل في منظومة علاجية متكاملة.
وقالت الدكتورة هناء شمس، المتخصصة في الطب التجانسي ومدربة الصحة ومعلمة "الريكي"، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إن فعالية أي علاج، تقليديا كان أو بديلا، لا تُقاس بوعد الشفاء التام؛ لأن الطب يُعالج إنسانا لا مرضا؛ ما يجعل النتائج مرهونة بتركيبة الجسد والسلوك والنظام الصحي العام، على حد قولها.
وأضافت أن الطب الصيني، لاسيما الإبر الصينية، يقوم على مبدأ وجود خريطة دقيقة لمسارات الطاقة في الجسم، حيث يرتبط كل عضو بمسار طاقي خاص به، فإذا اختل تدفّق الطاقة في أحد هذه المسارات، تأثر العضو المرتبط به.
كما أوضحت أن هذه الخريطة، التي تعود لآلاف السنين، تتطابق بشكل مدهش مع مسارات الأعصاب والأوعية الدموية؛ ما يعزز مصداقية الطب الصيني وفاعليته، برغم عدم ممارستها له، وفق تعبيرها.
وأشارت الدكتورة هناء شمس إلى أن نجاح العلاج لا يرتبط فقط بالمُعالج أو التقنية، بل بحالة المريض نفسه؛ من حيث الحركة، والنظام الغذائي، وصحة الخلية الجسمانية.
لافتة إلى أن المعالج المحترف في هذا المجال لا يكتفي بوخز الإبر، بل يوجه المريض نحو نمط حياة داعم للعلاج، وختمت بقولها: "أرى ضرورة في توجيه الأطباء النُصح إلى مرضاهم أن يلجؤوا إلى الإبر الصينية بعد العمليات الجراحية، لتعزيز سرعة الشفاء واستعادة التوازن الطاقي للجسم، كعلاج تكميلي".