logo
صحة

الموسيقى تعيد رسم خرائط الدماغ وتقلل الإحساس بالألم

العزف على ألة موسيقية المصدر: istock

لا تقتصر فوائد تعلم العزف على آلة موسيقية على تطوير المهارة الفنية فحسب، بل تشير أبحاث علمية إلى أن هذا النشاط يُنشط الدماغ بطرق متعددة، بدءًا من تحسين الذاكرة واكتساب اللغة وصولًا إلى الحفاظ على شباب العقل.

لكن اللافت أن التدريب الموسيقي قد يؤثر أيضًا في الطريقة التي يشعر بها العازفون بالألم ويتعاملون معه.

الألم في الأساس آلية دفاعية، تدفع الجسم لحماية نفسه من الضرر. فحين تلمس سطحًا ساخنًا، يرسل الدماغ إشارات فورية لسحب اليد قبل التعرض لحروق خطيرة، وفقًا لموقع "ساينس أليرت".

أخبار ذات علاقة

الجلوس لوقت طويل

منها "الجلوس والموسيقى".. عادات يومية تعرضك للخطر

غير أن استمرار الألم لفترات طويلة قد يترك أثرًا سلبيًا، إذ يؤدي إلى تغيّر في نشاط الدماغ وتقليص ما يُعرف بـ"خريطة الجسم"، وهي المناطق المسؤولة عن إرسال الأوامر للعضلات. هذا الانكماش يرتبط غالبًا بزيادة حدة الألم المزمن.

لكن ماذا عن الموسيقيين؟ فقد قارنت دراسة حديثة بين أدمغة عازفين وغير موسيقيين عبر تحفيز ألم عضلي مؤقت باستخدام بروتين يُسمّى عامل نمو الأعصاب، مع قياس استجابة الدماغ بتقنية التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة.

وبينت النتائج أنه قبل التعرض للألم، أظهر الموسيقيون خريطة يد أكثر دقة في الدماغ، وكلما زادت ساعات تدريبهم ارتفعت دقة هذه الخريطة.

وبعد التحفيز المؤلم، أبلغ الموسيقيون عن انخفاض ملحوظ في إحساسهم بالألم مقارنة بغير الموسيقيين.

أخبار ذات علاقة

 إدي بالميري

أحدث ثورة في الموسيقى اللاتينية.. وفاة فنان السالسا إدي بالميري

وبينما تقلّصت "خريطة اليد" في أدمغة غير العازفين بعد يومين فقط من الألم، بقيت مستقرة لدى الموسيقيين، بل بدت أكثر مقاومة كلما زاد تاريخهم التدريبي.

وهذه النتائج تفتح الباب أمام فهم جديد لكيفية تأثير التمارين الذهنية والجسدية، مثل العزف على الآلات الموسيقية، على إعادة تشكيل الدماغ وجعله أقل حساسية للألم، وهو ما قد يحمل آفاقًا علاجية لمرضى الألم المزمن مستقبلاً.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC