بعد أن اجتاح الإنترنت، في العام 2014، وجمع ملايين الدولارات لصالح أبحاث مرض التصلّب الجانبي الضموري (المعروف أيضاً بمرض شاركو)، عاد "Ice Bucket Challenge" أو (تحدّي دلو الثلج) ليغزو منصات التواصل الاجتماعي، وهذه المرة على تطبيق تيك توك، ولكن من أجل قضية مختلفة تماماً وهي "الصحة النفسية".
في ذلك العام، ساهم التحدي الشهير بجمع نحو 115 مليون دولار أي (ما يعادل 95 مليون يورو) لدعم البحث العلمي حول مرض شاركو، الذي يُهاجم الخلايا العصبية في الدماغ والنخاع الشوكي، ويؤدي إلى شلل تدريجي في العضلات.
وانتشر التحدي حينها بشكل غير مسبوق، وشارك فيه عدد كبير من المشاهير، منهم: جاستن بيبر، كيم كارداشيان وسيلينا غوميز، ما ساعد على رفع الوعي بهذا المرض النادر في وقتٍ كان لا يزال شبه مجهول.
واليوم، يعود هذا التحدي عبر تيك توك، لكن بدافع جديد، حيث يهدف إلى دعم حملة "SpeakYourMIND" التي تُعنى بقضايا الصحة النفسية. وقد تعهّد عدد من صنّاع المحتوى على المنصة بالتبرّع بإيرادات مقاطع الفيديو الخاصة بالتحدي لصالح جمعيات تُعنى بالدعم النفسي والعقلي.
لكن عودة التحدي لم تخلُ من الجدل، إذ قام بعض المستخدمين، في محاولة للتهرّب من المشاركة، بإفراغ دلاء الماء البارد فوق رؤوس حيواناتهم الأليفة، خاصة الكلاب، وهو تصرّف لقي استنكاراً واسعاً لما له من تأثير نفسي وجسدي سلبي على الحيوان.
وتُشير الصحفية هيلواز بوكيه، في تقريرها عبر صحيفة "هافينغتون بوست"، إلى أن "من يريد فعلاً الانضمام إلى الحركة، عليه أن يبلل نفسه، لا كلبه"، في دعوة لاحترام جوهر التحدي وروحه التضامنية.
ويشير الخبراء إلى أن التحدي القديم عاد بحُلّة جديدة، لكن رسالته لا تزال كما كانت: توحيد الجهود من أجل القضايا الإنسانية التي تستحقّ أن تُسمع.