حذر خبراء من اعتماد توصية لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية بإعادة تصنيف الماريغوانا من قبل إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، واعتبارها أقل ضررًا من الكوكايين أو الهيروين، مشيرين إلى أن هذا من شأنه التسبب بحدوث استخدام أوسع للماريغوانا في المجال الطبي، وسيعزز من أرباح شركات الحشيش ويمهد الطريق نحو التقنين الوطني لاستخدام الماريغوانا.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن مشروعا غير ربحي قام بإجراء أبحاث على مادة الماريغوانا المخدرة لمعرفة تأثيراتها على المحاربين السابقين الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، حيث سمح بحصول المحاربين القدامى على الماريغوانا لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والألم المزمن.
إدارة مكافحة المخدرات رفضت طلبات سابقة لحاكمين ديمقراطيين في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما لتغيير تصنيف هذه المادة المخدرة
وأشارت الصحيفة إلى أن توصية وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بتخفيف القيود على الماريغوانا تشكل فرصة أكبر لوصول أوسع لهذه المادة المخدرة.
ويقول خبراء إنه في حين أن هذه التوصية لن تصل إلى حد اعتمادها كتشريع وطني يسمح باستخدام الماريغوانا على نطاق واسع، إلا أنها ستسهم في مساعدة شركات القنب المتعثرة في الولايات الأمريكية التي أجازت استخدام الماريغوانا بشكل قانوني، كما يمكنها إزالة الحواجز أمام استخدام الماريغوانا في البحوث العلمية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة مكافحة المخدرات رفضت طلبات سابقة لحاكمين ديمقراطيين في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما لتغيير تصنيف هذه المادة المخدرة، حيث أشارت إدارة مكافحة المخدرات في حينه إلى "مخاوف من احتمال تعاطي القنب على نطاق واسع، بالإضافة إلى عدم وجود استخدام طبي مقبول للماريغوانا في الولايات المتحدة، وافتقار هذا الاستخدام إلى مستوى مقبول من السلامة حتى ولو كان تحت إشراف طبي".
خبراء يحذرون.. الأمر مختلف هذه المرة
ويحذر خبراء أمريكيون من أن توصية وزارة الصحة والخدمات الإنسانية هذه المرة تأتي استجابة لطلب الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعادة جدولة تصنيف الماريغوانا، وفي حال اعتماد إدارة مكافحة المخدرات لهذه التوصية فسيتم وضع الماريغوانا في نفس فئة المنشطات والكيتامين والتستوستيرون والتي يمكن صرفها بوصفة طبية.
ويقول الخبراء إنه ومع تزايد قائمة الولايات الأمريكية التي شرّعت استخدام الماريغوانا، فإن الزخم السياسي لصالح تغيير تصنيف الحكومة الفيدرالية للماريغوانا يتزايد.
في المقابل، يرى كثيرون أن إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية قد ترفض إعادة جدولة تصنيف مادة الماريغوانا ونقلها إلى "الجدول الثالث"؛ وهو التصنيف المطبق على الأدوية ذات القدرة المتوسطة إلى المنخفضة، والتي تحظى ببعض الفوائد الطبية، وذلك بالنظر إلى معارضة إدارة مكافحة المخدرات التاريخية لأي تغيير محتمل في تصنيف القنب، والالتزامات الدولية تجاه مكافحة المخدرات.
المصدر: واشنطن بوست الأمريكية
