توصّل باحثون في ألمانيا إلى آلية جديدة تسهم في فهم سبب عدوانية سرطان الخلايا الصغيرة في الرئة (SCLC)، وهو أحد أكثر أنواع السرطان خطورة وصعوبة في العلاج.
ووفق الدراسة التي نشرتها مجلة "الاتصالات الطبيعية"، فإن "الآلية الجديدة التي تفسر عدوانية هذا النوع من السرطان على عكس سرطانات الخلايا الظهارية الأخرى، يُظهر سمات مشابهة للخلايا العصبية، بما في ذلك نقص بروتين "كاسباز-8"، المسؤول عن موت الخلية المبرمج، وهو ضروري لإزالة الخلايا التالفة أو المتحولة".
وقاد الدراسة البروفيسورة سيلفيا فون كارستيدت، إذ طورت مع فريقها نموذجاً جديداً من الفئران المعدلة وراثياً تفتقر إلى "كاسباز-8"، ولاحظوا أن غياب البروتين يؤدي إلى نوع من موت الخلايا يسمى "النخر المبرمج"، ما يخلق بيئة التهابية تُسهل نمو الورم.
وكانت المفاجأة أن هذا الالتهاب المبكر لا يضر الجسم فقط، بل يهيئ الجهاز المناعي لصالح السرطان، ويحول الخلايا السرطانية إلى حالة شبيهة بالخلايا العصبية غير الناضجة، ما يجعلها أكثر عدوانية وسرعة في الانتشار ومقاومة للعلاج، ويرتبط بانتكاسات المرض.
وبحسب المجلة فإن هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة لتطوير علاجات دقيقة وربما طرق تشخيص مبكرة قد تنقذ الأرواح.
وسرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة يُعد من أخطر الأورام، إذ لا يتجاوز معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات 5% فقط، رغم استجابته الأولية للعلاج الكيميائي، لأنه غالباً ما يعاود الانتشار بسرعة.