عندما نفكر في الحالات الطبية الطارئة، غالبًا ما يتبادر إلى أذهاننا النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. لكن هناك حالات أخرى مثل تجلط الأوردة العميقة (DVT) يتطور بصمت وقد يصبح مهددًا للحياة إذا لم يتم الكشف عنه مبكرًا.
ويحدث تجلط الأوردة العميقة عندما تتكون جلطة دموية في وريد عميق، وغالبًا ما يكون في الساقين. ووفقًا للدكتور لورانس هوفمان من كلية الطب بجامعة ستانفورد لموقع "يو إس ايه توداي"، تتكون الجلطة من الفيبرين والصفائح الدموية وبعض خلايا الدم، وقد تسبب أعراضًا، مثل: التورم، والتشنجات، والدفء، وتغير لون الجلد، وتورم الأوردة السطحية. وتكمن الخطورة الكبرى في انتقال الجلطة إلى الرئتين، مما يسبب انصمامًا رئويًّا قد يكون قاتلًا.
ورغم أن الحالة أكثر شيوعًا لدى من هم فوق سن الـ55، فإنها قد تصيب الشباب أيضًا، خاصة بعد رحلات الطيران الطويلة أو فترات طويلة من قلة الحركة. ويؤكد الدكتور سكوت كاميرون من عيادة كليفلاند أن خطر تكرار الإصابة بالجلطة يبقى مرتفعًا لمدة تصل إلى 10 سنوات بعد الجلطة الأولى.
سبب الإصابة والعلاج
ولا يوجد سبب واحد للإصابة بـ DVT، بل تنتج عادةً عن اجتماع ثلاثة عوامل: بطء تدفق الدم، وتلف جدار الأوعية الدموية، وزيادة تخثر الدم. ومن عوامل الخطر: الاضطرابات الوراثية، والإقامة الطويلة في المستشفى، والإصابات، العمليات الجراحية، والسمنة، والتدخين، والحمل، والسرطان، حيث يُعد الأخير سببًا رئيسيًّا لأنه يزيد نشاط التخثر في الدم.
وبحسب الأطباء فإن التشخيص المبكر أساسي. وينبغي أن تؤدي الأعراض إلى إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية، وعادةً ما يشمل العلاج مضادات التخثر (مُميعات الدم) التي تمنع الجلطات الجديدة وتساعد الجسم على إذابة الجلطات الحالية. وفي الحالات الشديدة، قد يُلجأ إلى رأب الوعاء، الدعامات أو إجراءات لإزالة الجلطة عبر القسطرة.
وتشمل طرق الوقاية الجوارب الضاغطة، والحركة المبكرة، وتغييرات في نمط الحياة، مثل: ضبط الوزن والإقلاع عن التدخين. وتوضح الدكتورة أنهيتا دوا من معهد ماس جنرال برغهام أن خطة العلاج تعتمد على مكان الجلطة، وحجمها، وسببها، وما إذا كان المريض يستطيع استخدام مميعات الدم بأمان.