لدى معظم الأشخاص إجابة عن سؤال "ما هو طعامك المفضل؟"، ومن السهل فهم السبب وراء ذلك؛ إذ إن البشر مبرمجون بشكل طبيعي للاستمتاع بالطعام.
وبحسب موقع "هيلث لاين" المختص بالأخبار الصحية، فإن هذه المتعة لا تقتصر على التسلية فحسب، بل تقدم أيضًا فوائد صحية كبيرة.
ويساعد الاستمتاع بالطعام على تعزيز عملية الهضم، وتحسين العلاقة مع الطعام، ويمكن أن يساعد في التغلب على اضطرابات الأكل.
والمتعة التي نشعر بها من الطعام تؤثر في الفم والدماغ معًا؛ فعندما نستمتع بالطعام، يفرز الدماغ الدوبامين، الذي يُسمى "هرمون السعادة". هذا ينشط المسارات المكافئة في الدماغ، مما يعزز الشعور بالسعادة والهدوء والتركيز.
وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون السمنة، أظهرت بعض الأبحاث أن هناك خللاً في حساسية الدوبامين، مما قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام للحصول على متعة كافية منه. ومع ذلك، عندما يعمل الدوبامين بشكل طبيعي، يمكن أن يؤدي الاستمتاع بالطعام إلى تحسين الصحة البدنية من خلال تعزيز الهضم.
وفقًا لأليتا ستورتش، أخصائية التغذية والمعالجة النفسية، عندما نأكل طعامًا لذيذًا، يدخل جسمنا في وضع "الراحة والهضم"، مما يساعد على تحسين تكسير الطعام وامتصاصه. هذه الحالة المريحة تساعدنا على هضم الطعام واستخدام العناصر الغذائية بشكل أكثر فاعلية.
ومن المثير للاهتمام أن تناول الطعام من أجل المتعة قد يعزز أيضًا العادات الغذائية الصحية، إذ كشفت مراجعة منهجية من 2020 شملت 119 دراسة أن 57% من الدراسات أظهرت علاقة إيجابية بين الاستمتاع بالطعام ونتائج النظام الغذائي الصحي.
وأظهرت إحدى الدراسات عام 2015 أن الاستمتاع الأكبر بالطعام كان مرتبطًا بحالة غذائية أفضل. كما سلطت دراسات أخرى الضوء على أهمية الاستمتاع بالأطعمة الصحية لتعزيز نظام غذائي متوازن.
وبينما يربط العديد من الناس الطعام الصحي بالملل، تؤكد أخصائيات التغذية مثل سارة غولد أنزلوار أن هذا ليس صحيحًا. إن الاستمتاع بالطعام، بما في ذلك الخيارات الصحية، يزيد مستوى الرضا، ما قد يحسن جودة النظام الغذائي بشكل عام ويقلل من الإفراط في تناول الطعام أو نوبات الأكل.
