سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف مدينة غزة
كشف تحقيق شامل أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن أزمة وصفتها بـ"العميقة والواسعة النطاق" في الولايات المتحدة، تتمثل بانخفاض متوسط العمر المتوقع للفرد، عازية ذلك إلى الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسرطان، والتي أصبحت من الأسباب الرئيسة للوفاة بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 35 إلى 64 عامًا.
أما ما يؤدي إلى تفاقم تلك المشكلة، فهو الفوارق الاقتصادية والسياسية والعنصرية في البلاد، وفق الصحيفة التي قالت: "رغم التقدم في التكنولوجيا والطب، إلا أن قضايا الفقر، والعنصرية، وعدم الثقة في نظام الرعاية الصحية، والأنظمة الغذائية، أعاقت التقدم في تحسين متوسط العمر المتوقع للفرد الأمريكي، وبالتالي تطور أزمة الوفيات على مدى عقود، مما يكشف عدم جاهزية نظام الرعاية الصحية".
وأضافت الصحيفة "أن الفجوة في متوسط العمر المتوقع بين المجتمعات الغنية والفقيرة آخذة في الاتساع، فالبلدات الصغيرة والمناطق الريفية، التي كانت ذات يوم أكثر صحة للبالغين، أصبحت الآن تشهد معدلات وفيات أعلى مقارنة بالمناطق الحضرية".
وأشارت إلى أنه "في الماضي، طغت قضايا مثل جرائم القتل، وإدمان المواد المخدرة، وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) إلى حد كبير، لكن الأمراض المزمنة تشكل الآن تهديدًا كبيرًا للصحة العامة غالبا ما تتم الاستهانة به".
واعتبرت الصحيفة، "أن الانخفاض في متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة حاليًا، يشكل انحدارًا صارخًا مقارنة بالتقدم في القرن الماضي، حيث أسهمت التطورات الطبية مثل المضادات الحيوية، واللقاحات، وجهود الصحة العامة إلى دفع متوسط العمر المتوقع إلى آفاق جديدة، يقترب من 80 عامًا، إلا أن الولايات المتحدة فشلت في الوصول إلى هذا الحد، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المبالغة في التركيز على التدخلات الطبية والتكنولوجيا، وإهمال التأثير الكبير للعوامل غير الطبية على الصحة".
وأدت جائحة كوفيد-19، وفق تحقيق الصحيفة، إلى "تفاقم الوضع، حيث ساهمت في انخفاض متوسط العمر المتوقع إلى 76.4 سنة، في العام 2021، وهو أدنى مستوى منذ منتصف التسعينيات، وبالرغم من الأبحاث المكثفة التي تسلط الضوء على المشكلة، فقد تجاهلت الإدارة السياسية هذه القضية إلى حد كبير، متناسية أن متوسط عمر الفرد المتوقع، يعد بمثابة مؤشر قيم للصحة العامة للدولة، وهو ما فشلت الولايات المتحدة في تحسينه".
وقالت: "تجسد القصص الشخصية لأفراد، مثل بوني جين هولواي، التأثير المدمر للأمراض المزمنة، حيث توضح معركتها مع أمراض المناعة، والأمراض المرتبطة بالتدخين، وسرطان الرئة التحديات التي يواجهها العديد من الأمريكيين في التعامل مع نظام الرعاية الصحية، وإدارة الحالات المزمنة المتعددة".
أما مدينة لويزفيل والمناطق المحيطة، بحسب الصحيفة، "فعلى الرغم من ثقافة سكانها، وتوافر وسائل الراحة لهم، إلا أن متوسط العمر المتوقع فيها أقل بحوالي عامين من المتوسط الوطني، حيث تواجه ارتفاعًا في معدلات الوفاة بسبب مشاكل صحية مختلفة، بما في ذلك السُّمنة، وأمراض الكبد، وأمراض الرئة المزمنة".
وتأمل الصحيفة من تحقيقها كما ذكرَت، "أن تمتلك العلوم الطبية القدرة على معالجة بعض التحديات الصحية التي تواجه الولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال، تظهر الأدوية الجديدة، مثل منبهات الجلوكوز، نتائج واعدة في تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم، والمساعدة في فقدان الوزن، لا سيما لدى مرضى السكري".
وأشارت في ختام التحقيق، إلى "أن انخفاض متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة، هو قضية متعددة الأوجه تتأثر بمزيج من العوامل الطبية والاجتماعية والاقتصادية، ولمعالجتها من الضروري اتباع نهج شامل يعالج الأسباب المباشرة للمرض والقضايا المجتمعية الأساسية التي تسهم في النتائج الصحية السيئة، ويتجاوز الاكتشافات الطبية إلى مختلف جوانب المجتمع، من قانون الضرائب إلى نظام التعليم".
المصدر: صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية