لطالما ارتبط الثوم بالعناية بالشعر، حيث ظهرت وصفاته المنزلية منذ عقود، وعاد للانتشار مؤخرًا عبر الإنترنت في مقاطع فيديو قصيرة تظهر نتائج مذهلة قبل وبعد الاستخدام.
الفكرة بسيطة، وهي فرك الثوم على فروة الرأس، والانتظار، والأمل في إعادة نمو الشعر، لكن الحقيقة العلمية أبعد ما تكون عن ذلك.
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة "كيوريوس"، أن الباحثين درسوا تأثير الحويصلات الخارجية (الإكسوسومات) المستخلصة من الثوم على نمو الشعر، لكن الدراسة لم تختبر الثوم النيء أو زيت الثوم أو أي وصفات منزلية.
وتم اختبار الإكسوسومات المستخلصة من الثوم على الفئران، سواء عن طريق الفم أم موضعيًا، على مدى ستة أسابيع، وأظهرت الفئران زيادة في عدد بصيلات الشعر النشطة، وبعضها أبدى سمكًا أكبر.
كما رصد الباحثون نشاط مسارات بيولوجية مرتبطة بنمو الشعر، مثل Wnt/β-catenin وVEGF وPDGF، المسؤولة عن انتقال بصيلات الشعر بين مراحل النمو والراحة.
الثوم المهروس في المطبخ يختلف تمامًا عن الإكسوسومات المخبرية، حيث يحتوي الثوم النيء على مركبات قد تُهيّج الجلد، وقد سجل أطباء الجلدية حالات حروق، وتحسس، والتهابات جلدية بسبب وضع الثوم مباشرة على الجلد، أما الإكسوسومات، فهي معزولة ومطهرة لتجنب هذه الآثار.
كما أن الدراسة أُجريت على الفئران، بينما تساقط الشعر لدى البشر يتأثر بالوراثة والهرمونات والعمر، ما يعني أن النتائج لا تُطبق بالضرورة على الإنسان.
حتى الآن، لا يوجد دليل سريري يثبت أن الثوم النيء أو المطحون يوقف تساقط الشعر الشائع لدى البشر.
والأدلة الحالية تشير فقط إلى إمكانية إجراء مزيد من الدراسات على الإكسوسومات المستخلصة من الثوم في تجارب سريرية بشرية.