ترامب: حذرت حماس من عواقب عدم قبول اتفاق وهذا تحذيري الأخير

logo
صحة

هل تغذي اللقاحات متحورات فيروس كورونا الجديدة؟

هل تغذي اللقاحات متحورات فيروس كورونا الجديدة؟
03 يناير 2023، 7:52 ص

المصدر: وول ستريت جورنال، مقال رأي

يطلق خبراء الصحة العامة، تحذيرات حول متحور "أوميكرون" الجديد المعروف باسم متحور "XBB"، والذي ينتشر بشكل سريع في شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشارت بعض الدراسات إلى أن هذا المتحور مختلف عن سلالة فيروس كوفيد-19 الأصلية التي انطلقت من ووهان، مثل فيروس "سارس" 2003. فهل يتعين على الأمريكيين القلق؟

ليس واضحًا ما إذا كان متحور "XBB" أكثر فتكًا من الفيروسات الأخرى، لكن طفراته تمكنه من تفادي الأجسام المضادة التي تكونت من العدوى واللقاحات، بالإضافة إلى علاجات الأجسام المضادة وحيدة النسيلة المتاحة حاليًا.

كما أن هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن اللقاحات المتكررة قد تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بمتحور "XBB " وربما تغذي التحور السريع للفيروس.

وقبل ظهور متحور "أوميكرون" في نوفمبر 2021، لم يكن هناك سوى 4 متحورات مثيرة للقلق وهي: (ألفا، وبيتا، ودلتا، وجاما). وقد تسببت متحورات (ألفا) و(دلتا) وحدهما في زيادة رهيبة في عدد حالات العدوى على مستوى العالم. إلا أن متحور "أوميكرون" أفرز لنا العديد من المتحورات الفرعية، والتي ظهر الكثير منها في أنحاء مختلفة في العالم تحمل بعض الطفرات نفسها بشكل غريب.

متحور "أوميكرون" الجديد المعروف باسم متحور "XBB"، مختلف عن سلالة فيروس كوفيد-19 الأصلية التي انطلقت من ووهان

وبحسب دراسة نشرتها دورية "نيتشر" العلمية بتاريخ 19 ديسمبر، فإن "مثل هذا الظهور السريع والمتزامن للمتحورات المتعددة مع ميزة النمو الضخم هي شيء غير مسبوق بالمرة".

وتحت ضغوط التحور الانتقائية، يبدو أن الفيروس طور طفرات تمكنه من الانتقال بشكل أكثر سهولة والهرب من الأجسام المضادة الناجمة عن جرعات اللقاحات والعدوى السابقة.

وتفترض الدراسة نفسها أن البصمة المناعية قد تساهم في التحور الفيروسي.

والمعروف أن اللقاحات تقوم بعمل جيد في تدريب جهاز المناعة على تذكر المتحور الأصلي من ووهان والقضاء عليه. ولكن عندما تأتي سلالات جديدة ومختلفة بشكل ملحوظ، تكون استجابات جهاز المناعة أقل تأثيرًا.

يذكر أن اللقاحات ثنائية التكافؤ التي تستهدف متحورات ووهان و (BA.5) (أو حالات العدوى الخارقة الناجمة عن المتحور الأخير) تحفز جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة تستهدف مناطق تفشي الفيروس التي تشترك فيها السلالتان. وبحسب نظرية داروين، فإن الطفرات التي تمكن الفيروس من تفادي الأجسام المضادة الشائعة تنتصر- وتجعله أكثر رشاقة.

وقد تطور الفيروس لتفادي الأجسام المضادة الناتجة عن اللقاحات وتفشي العدوى السابقة. وبناء عليه، تشير دراسة مجلة "نيتشر" إلى أن "مناعة القطيع الحالية ومعززات لقاح (BA.5) ربما لا تمنع بشكل فعَّال عدوى متحور أوميكرون المعدل".

وتوفر دراسة جديدة نشرتها في الشهر الماضي مجلة "نيو إنغلاند" الطبية، دليلًا آخر على التأثير السلبي الذي تسببه بصمة المناعة. فقد كان تحييد الأجسام المضادة للأشخاص الذين حصلوا على معزز ثنائي التكافؤ أكثر بـ 26 ضعفًا مقابل متحور ووهان الأصلي، والأمر نفسه مع متحور (XBB)، وكانت أكبر بأربعة أضعاف ضد متحور أوميكرون و (BA.5).

وعلى نفس المنوال، كشفت دراسة نشرتها مجلة الخلية "Cell"، أن مستويات الأجسام المضادة لدى الناس الذين تلقوا 4 جرعات كانت أعلى 145 مرة ضد سلالة متحور ووهان الأصلي وكذلك الحال مع متحور (XBB).

سلالة (XBB) المهيمنة في نيويورك ونيوجيرسي وكونيتيكت وماساتشوستس، أصبحت تُشكل حوالي 3 أرباع عينات الفيروس الذي حدث بالفعل تسلسله وراثيًا

يذكر أن المعزز ثنائي التكافؤ أدى فقط إلى زيادة طفيفة في الأجسام المضادة ضد (XBB). ومع ذلك، يزعم خبراء أن المعززات حسنت الوقاية من الإصابة بمتحور (XBB). إلا أن هذه المعلومات مضللة، إذا استخدمنا مصطلحهم المفضل.

وأظهرت دراسة أعدها مركز "كليفلاند كلينك" الطبي، والذي تتبع العاملين في مجال الرعاية الصحية لديه، أن اللقاحات ثنائية التكافؤ قللت من خطر الإصابة بالعدوى بنسبة 30%، بينما كان متحور (BA.5) منتشرًا. لكن مثلما أوضحت الدراسة، ربما يكون السبب هو أن العاملين الذين كانوا أكثر حذرًا، أي الذين كانوا يحرصون على ارتداء أقنعة (N95) ويتجنبون التجمعات الكبيرة، كانوا أكثر ميلًا لتعزيز المناعة.

ومن الملاحظ أن العاملين الذين تلقوا جرعات أكثر كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة. كما أن العاملين الذين تلقوا 3 جرعات أو أكثر كانوا أكثر عرضة للعدوى بمعدل 3.4 ضعفًا تمامًا مثل الأشخاص غير المطعمين، بينما أولئك الذين تلقوا جرعتين كانوا عرضة للإصابة بمعدل 2.6 ضعفًا فقط.

ويشير معدو الدراسة إلى أن "هذه ليست الدراسة الوحيدة التي وجدت أن هناك علاقة محتملة بين زيادة جرعات التطعيم السابقة وزيادة خطر الإصابة بكوفيد 19.".

وأضافوا "مازال لدينا الكثير لنتعلمه حول الوقاية التي توفرها لقاحات كوفيد 19، وفضلًا عن فاعلية اللقاح من المهم أيضًا فحص ما إذا كانت جرعات اللقاح المتعددة ربما لا توفر بمرور الوقت التأثير الإيجابي المتوقع منها بوجه عام".

وقبل عامين، كانت اللقاحات مفيدة في تقليل الأمراض الخطيرة، لا سيما بين كبار السن وأصحاب الحالات الصحية الخطيرة مثل مرضى السكر والسمنة. ولكن الخبراء يرفضون الاعتراف بأن المعززات قد تفقد مزاياها وربما تجعل الأفراد والسكان ككل أكثر عرضة للإصابة بمتحور جديد مثل (XBB).

أخبار ذات صلة

5d134565-5b56-4457-be7a-f87c48851ef9

دراسة تكشف طريقة لحماية مرضى السكري من النوبة القلبية

           

وربما لم تكن مصادفة أن متحور (XBB) انتشر بهذا الحجم في سنغافورة، والتي تعد بين الدول الأعلى تطعيمًا والتي حققت أعلى معدلات استخدام المعززات على مستوى العالم.

وخلال الأسابيع الأخيرة أصبحت سلالة (XBB) المهيمنة في نيويورك، ونيوجيرسي، وكونيتيكت وماساتشوستس، تُشكل حوالي 3 أرباع عينات الفيروس الذي حدث بالفعل تسلسله وراثيًا.

يذكر أن المتحور تباطأ في الانتشار في باقي المناطق، بمعدل 6% فقط في الغرب الأوسط، وحوالي 20% في الجنوب. كما كانت منطقة الشمال الشرقي من أكثر المناطق تلقيًا للقاح والمعززات في البلاد.

الأجسام المضادة وحيدة النسيلة قد تكون غير فعالة ضد متحور (XBB)، والكثير من كبار السن الذين أصيبوا بكورونا لا يمكنهم أخذ الأدوية المضادة للفيروسات

كما ارتفعت نسبة الاحتجاز بالمستشفى في منطقة شمال الشرقي، ولكن بصفة مبدئية بين أولئك الذين تجاوزوا السبعين عامًا. وربما يكون الاستجابة الخلايا التائية (T-Cell)، والتي تعد بمثابة سلاح الفرسان المرابط خلف خط المواجهة سببا لذلك.

والمعروف أن الأجسام المضادة تكون أضعف لدى الناس الكبار. ولا يستطيع الفيروس تفادي الخلايا التائية الناجمة عن اللقاحات والعدوى السابقة بسهولة، حيث إنها قد تشكل أجسامًا مضادة. وبسبب الخلايا التائية، ما زال الشباب أصحاء ويتمتعون بوقاية من المتحورات الجديدة.

وهناك سبب آخر لذلك وهو أن الأجسام المضادة وحيدة النسيلة قد تكون غير فعالة ضد متحور (XBB)، والكثير من كبار السن الذين أصيبوا بكورونا لا يمكنهم أخذ الأدوية المضادة للفيروسات لأنهم لديهم حالات طبية مثل أمراض الكلى الحادة أو أخذ عقاقير ربما تتداخل مع ذلك.

وأخيرا فإن هوس إدارة جو بايدن في التركيز على اللقاحات مقارنة بالعلاجات الجديدة، جعل الأمريكيين الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمتحورات الجديدة. فلماذا لا يثير هذا مخاوف الخبراء.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC