بعد سنوات من الجفاف، شهدت المملكة المغربية فاجعة طبيعية هزت البلاد، تمثلت في فيضانات استثنائية جرفت معها الحجر والبشر، مخلفة قتلى وجرحى ومفقودين، إذ كانت ساعة واحدة كفيلة بإحداث كارثة واسعة النطاق استنفرت على إثرها مختلف الأجهزة المختصة للتعامل مع تداعياتها.
ولقي 21 شخصاً على الأقل حتفهم إثر الفيضانات الاستثنائية التي ضربت محافظة مدينة آسفي على بعد نحو 330 كيلومترا جنوبي العاصمة الرباط، حسبما أفادت السلطات المحلية مساء أمس الأحد.
وبحسب بلاغ وزارة الداخلية فإن هذه الأمطار الغزيرة، التي هطلت لفترة وجيزة لم تتجاوز ساعة، تسببت بتدفقات فيضانية غير مسبوقة، أدت إلى اجتياح المياه عدداً من المنازل والمحال التجارية، وأسفرت كذلك عن إصابة 32 شخصاً جرى إسعافهم ونقلهم إلى مستشفى محمد الخامس بمدينة آسفي لتلقي العلاج.
وأوضح خبير في التغيرات المناخية، أسباب الفيضانات المدمرة، التي شهدتها مدينة آسفي المغربية، بعد أن هطلت أمطار غزيرة خلال فترة زمنية وجيزة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وخسائر مادية واسعة.
وقال استشاري التغيرات المناخية والتنمية المستدامة الدكتور صبري نصر أن العامل الحاسم في حالة المغرب لا يتعلق بزمن هطول الأمطار، بل بمعدل الغزارة وكمية المياه المتساقطة على المتر المربع، وهي المعيار المعتمد في قياس كمية الأمطار.
وبيّن لـ"إرم نيوز" أن الهطولات الشديدة حتى خلال ساعة قادرة على إحداث تأثيرات كبيرة في البنية التحتية، خصوصاً في المدن والقرى ذات الشوارع الضيقة أو القريبة من الوديان، بحيث تتحول هذه الشوارع إلى مجارٍ مائية سريعة التدفق، ما يرفع منسوب المياه لتصبح في مرحلة أكثر خطورة ويؤدي إلى تشكل فيضانات.
وأشار الخبير نصر إلى أن كمية الأمطار التي سقطت في تلك الساعة كانت مرتفعة للغاية وغزيرة جداً، لا سيما أنها وقعت على مناطق لا تسمح بانسيابية تصريف المياه، ما تسبب بتكدس وجريان مائي سريع تحول إلى فيضانات مدمرة.
وأكد أن تداخل كمية الهطول وسرعته، مقارنة بالزمن، إلى جانب طبيعة البنية التحتية، شكل العامل الأساسي في حدوث هذه الفيضانات.
وأظهرت الحصيلة الأولية غمر مياه الأمطار لنحو 70 منزلاً ومحلاً تجارياً في المدينة آسفي العتيقة، كما تضررت الطرق الإقليمية الرابطة بين مدينة آسفي ومركز جماعة احرارة، ما أدى إلى انقطاع حركة السير بعدة محاور طرقية داخل المدينة.
