"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
تناول تقرير نشرته صحيفة "المونيتور" الأمريكية تأثير التغيرات المناخية والمشروعات المائية على تصاعد النزاعات بين إيران وأفغانستان، مشيرًا إلى أن سد "باشدان" أصبح أحدث نقطة اشتعال في الصراع المائي بين البلدين.
وبحسب التقرير، أدى بناء السد في أفغانستان على نهر هريرود إلى تفاقم الخلافات القديمة حول الأنهار المشتركة، حيث تتهم طهران حكومة طالبان بانتهاك المعاهدات الثنائية، محذرة من أن ملء السد أدى إلى انخفاض تدفق المياه إلى مناطق المصب داخل الأراضي الإيرانية، ورغم التعامل البراغماتي الذي تنتهجه طهران مع طالبان، فإن شكواها بشأن نقص المياه لم تلقَ استجابة مُرضية من الحكومة الأفغانية.
وتشترك إيران وأفغانستان في حدود تمتد لـ900 كيلومتر، وكثيرًا ما نشبت بينهما توترات بسبب توزيع المياه من نهر هلمند، الذي ينبع من جبال هندو كوش في أفغانستان ويتدفق غربًا إلى مقاطعة سيستان-بلوشستان جنوب شرق إيران قبل أن يصب في بحيرة هامون.
وبحسب معاهدة مياه نهر هلمند لعام 1973، يحق لإيران الحصول على 820 مليون متر مكعب من المياه سنويًا، لكن تدفق المياه كان غير مستقر في كثير من الأحيان. وتصاعدت التوترات عام 2021 بعد تحويل سد "كمال خان" جزءًا كبيرًا من تدفق النهر، وبلغت ذروتها في مايو/ أيار 2023 عندما اندلعت اشتباكات بين حرس الحدود الإيراني والأفغاني بسبب هذه القضية.
ومنذ وصول طالبان إلى السلطة، عززت كابول مشاريعها المائية، حيث بنت مزيدًا من السدود لتأمين موارد المياه اللازمة للزراعة، متجاهلة إلى حد كبير دعوات إيران للتعاون المشترك.
تشدد طهران على أن استخدام الموارد المائية المشتركة يجب أن يراعي حقوق إيران وفق المعاهدات الثنائية والقانون الدولي. في المقابل، يرى الخبراء الأفغان أن نهري هريرود وفرح لا يخضعان لأي معاهدات دولية، ما يمنح أفغانستان حرية بناء السدود مثل سد باشدان دون الحاجة إلى تنسيق مع إيران.
وحذرت الصحيفة، نقلًا عن أشوك سوين، أستاذ أبحاث السلام والصراع في جامعة أوبسالا، من خطورة النزاع المائي بين البلدين، موضحًا أن انخفاض تدفق المياه بسبب مشاريع مثل سد باشدان يؤدي إلى تفاقم التدهور البيئي والمصاعب الاقتصادية وعدم الاستقرار الاجتماعي في المناطق الإيرانية التي تعاني من الجفاف.
ورغم احتمالات التصعيد، أشار التقرير إلى أن الوساطة الدولية والتعاون المشترك لمواجهة التحديات المناخية قد يساعدان في نزع فتيل التوترات.
وخلصت الصحيفة إلى أن العلاقات بين إيران وأفغانستان قد تتأثر بشدة بتغير المناخ، حيث يمكن أن تؤدي زيادة هطول الأمطار أو الرياح الموسمية الأطول إلى تهدئة التوترات، في حين أن فترات الجفاف الطويلة قد تؤدي إلى تفاقم النزاع.