أثار اكتشاف عدد من الأفاعي السامة، من بينها تسع أفاعي كوبرا ملكية وأفعى كوبرا أحادية النظارة، في مناطق قريبة من جبل إيفرست في نيبال، مخاوف العلماء من تأثيرات تغير المناخ في توازن الحياة البرية في البلاد.
وذكرت صحيفة كاتماندو بوست أن فرق الإنقاذ في بلدية داكشينكالي تمكّنت من الإمساك بهذه الأفاعي في أربعة مواقع مختلفة، منها غوباليشور وبهانجيانغ وسوخول وفولتشوك، بعد العثور عليها داخل منازل ومناطق سكنية. وقد جرى إطلاقها لاحقًا في إحدى الغابات المجاورة.
الكوبرا الملكية تُعد من أخطر الزواحف، فهي أطول أفعى سامة في العالم، وتحتوي لدغتها الواحدة على كمية من السم قادرة على قتل عشرات الأشخاص أو حتى فيل. وعادةً ما تعيش هذه الأنواع في السهول المنخفضة، مثل: منطقة تاراي في جنوب نيبال وشمال الهند.
رلكن الظهور المفاجئ لهذه الأفاعي في المناطق الجبلية، التي تُعتبر بيئة غير مألوفة لها، أثار قلق الخبراء الذين ربطوا هذه الظاهرة بارتفاع درجات الحرارة؛ ما يشير إلى تغير مناخي ملموس يدفع الزواحف إلى الهجرة نحو المرتفعات.
وقال المسؤول المحلي جايا ثابا ماغار إن فرق الإنقاذ عثرت أيضًا على بيض وأعشاش لأفاعي الكوبرا الملكية في الأدغال القريبة من المناطق السكنية؛ ما يدل على أن هذه الزواحف بدأت تتكاثر في تلك البيئة.
من جانبه، أشار سوبود أشاريا، خبير في إنقاذ الثعابين من صندوق "ميثيلا للحياة البرية"، إلى احتمال وصول هذه الأفاعي إلى المنطقة عبر شاحنات نقل التبن أو الخشب، مؤكدًا أنها وجدت ظروفًا مناسبة للاستقرار هناك. كما دعا السكان المحليين إلى الحذر عند دخول الغابات أو المناطق الريفية.
وتواجه نيبال تغيرات مناخية متزايدة، حيث تسجل البلاد ارتفاعًا سنويًّا في درجات الحرارة بمعدل 0.05 درجة مئوية؛ ما يسهم في تغير سلوك بعض الأنواع الحيوانية ويؤثر سلبًا في التوازن البيئي.
وتُدرج الكوبرا الملكية ضمن قائمة الأنواع المهددة بالانقراض وفق الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، ويعود ذلك إلى تدمير موائلها الطبيعية وتزايد الاحتكاك مع البشر.
وكان تقرير نُشر عام 2022 في مجلة ذا لانسيت الطبية أشار إلى أن لدغات الأفاعي تتسبب سنويًّا في وفاة أكثر من 2700 شخص في نيبال، أغلبهم من النساء والأطفال في منطقة تاراي، خاصة خلال فصل الصيف.