تواجه فرق الدفاع المدني السوري صعوبات كبيرة في إخماد حرائق اندلعت مجددًا في الجبال الممتدة بين محافظتي اللاذقية وحماة، نتيجة وعورة التضاريس وعدم قدرة سيارات الإطفاء على الوصول إلى مواقع النيران.
وأوضح الدفاع المدني السوري، عبر صفحته على "إكس"، أن فرق الإطفاء ما تزال تعمل بصعوبة في أحراج قريتي "فقرو" و"رأس الشعرة" قرب "بيت ياشوط"، بمشاركة الطيران المروحي والأهالي.
ووصلت النيران إلى أطراف قرية "عناب" في ريف حماة الغربي؛ ما دفع المدنيين لإخلاء المنطقة خوفًا من امتداد الحرائق إلى مساكنهم، وسط درجات حرارة مرتفعة وصعوبة السيطرة على النيران.
وكانت فرق الدفاع المدني قد نجحت في محاصرة حرائق غابات "دير ماما" قرب مصياف، بعد عمليات مطولة بمساندة الأهالي، تكللت بإخماد النيران وتبريدها لمنع تجدد الاشتعال.
وذكرت الصفحات الإخبارية أن الحرائق في منطقة الغاب بريف حماه الغربي وجبال الساحل السوري امتدت إلى قرى "عين الكروم" و"عناب" و"نبع الطيب" و"رشي" و"فقرو" و"بيت ياشوط" و"نهر البارد"؛ ما اضطر العديد من الأهالي للنزوح حفاظًا على حياتهم.
ولأول مرة، شوهدت النيران المشتعلة ليلة أمس على سفوح الجبال من داخل مدينة حماة، وفق صور تداولتها وسائل الإعلام المحلية، في سابقة تشكل تهديدًا للمدينة.
وقال مسؤول البحث والإنقاذ في الدفاع المدني وسام زيدان لوكالة "سانا"، إن 20 حريقًا اندلع في المنطقة يوم 13 أغسطس، وتمت السيطرة على بعضها، فيما لا تزال الفرق تكافح الحرائق المتبقية وسط صعوبات كبيرة بسبب التضاريس الوعرة.
وأعلن الدفاع المدني، اليوم الخميس 14 أغسطس، عن اندلاع حرائق جديدة في أحراج قرية "كفرتة" و"غابات كسب" و"تلة النسر" قرب اللاذقية؛ ما يزيد من مساحة الرقعة الجغرافية التي تحتاج للتغطية والإخماد.
وكانت حرائق يوليو الماضي قد أتت على أكثر من 17 ألف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية في جبال اللاذقية، ووصلت ألسنة اللهب إلى الحدود التركية السورية، وتمت السيطرة عليها بمساعدة عدة دول عربية وأجنبية بتوفير الطائرات والمعدات.
في السياق ذاته، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي نداءات استغاثة بسبب حجم النيران المنتشرة، التي تجاوزت إمكانيات فرق الدفاع المدني والأهالي، حيث كتب أحد المتابعين: "ريف حماة وريف اللاذقية، يتآكل أمام عيوننا بالنار. مو بس أشجار عم تحترق، عم نخسر رئة بلدنا، عم نخسر الحياة اللي بتعطينا أوكسجين".
فيما ناشدت أخرى: "برداً وسلاماً يا جبالنا الشامخة.. يا لطف الله الخفي، يا عناية الله المشددة".